الركود يمنع المنتجين والتجار من زيادة الأسعار رغم صعود الوقود والدولار

منذ 3 ساعات
الركود يمنع المنتجين والتجار من زيادة الأسعار رغم صعود الوقود والدولار

• المنوفي: تراجع مبيعات المواد الغذائية بنسبة 50%. وإلا فإن الشركات ستزيد الأسعار كل شهر • الملواني : الأسعار الحالية مرتفعة وتستوعب تكاليف الإنتاج الإضافية

وفي الأسواق المحلية، سادت حالة من الركود الشديد في مختلف القطاعات، ما منع المنتجين والتجار من رفع أسعار المواد الأولية، رغم تضخم تكاليف الإنتاج الناتج عن ارتفاع سعر الصرف وارتفاع أسعار الوقود، بحسب التجار. تحدثت لـ«الشروق».

وفي أكتوبر الماضي، رفعت الحكومة أسعار الوقود بنسبة 17.4% للمرة الثالثة هذا العام، بحسب بيان لوزارة البترول.

كما ارتفعت أسعار الكهرباء للاستخدام التجاري بنسبة تصل إلى 48% في أغسطس الماضي، اعتمادًا على استهلاك القطاعات الفردية.

أولاً، قال أحمد المنوفي، مستشار الغرفة التجارية، إن جميع الصناعات تقريباً عانت من ركود حاد في المبيعات، «حتى المواد الغذائية والمشروبات».

وأضاف المنوفي، أحد منظمي معارض الدولة الغذائية بالقليوبية، لـ«الشروق»، أن قطاع الأغذية، بحسب تقديراته، يعاني من تراجع المبيعات بنسبة 50%، لافتًا إلى أنه لم يكن الأمر كذلك. ومع ضعف المبيعات، فإن العديد من الشركات ستضطر إلى زيادة أسعارها شهريًا.

وأشار إلى أن الضعف الحالي في المبيعات في الصناعة قد يكون موسميا استعدادا لشهر رمضان، لكنه أقوى من المعتاد كل عام ويتوقع ارتفاع المبيعات والأسعار اعتبارا من الشهر المقبل.

واتفق معه إسلام متولي الرئيس التنفيذي لشركة تعبئة زيوت الطعام، وقال: «السوق لا يتحمل زيادات الأسعار في الوقت الحالي»، وأضاف أن المواطن قلل استهلاكه من الطعام بنحو 50%.

وأشار إلى أنه على الرغم من ارتفاع أسعار زيت الطعام عالميا، إلا أن المستوردين خفضوا السعر نسبيا لتعزيز المبيعات.

وبحسب متولي، تراجعت أحجام النفط السائب إلى 63 ألف جنيه للطن خلال الشهر الحالي، مقابل 65 ألفًا بنهاية الشهر الماضي.

ووفقا لتقرير سابق لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، فإن الزيادات الحادة في أسعار الزيوت النباتية في جميع أنحاء العالم بسبب المخاوف بشأن الإنتاج تسببت في ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوى له في 18 شهرا في أكتوبر الماضي.

وبحسب التقرير، ارتفع مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 7.3% في أكتوبر الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عامين بسبب ارتفاع أسعار زيت النخيل وفول الصويا وعباد الشمس وبذور اللفت.

من ناحية أخرى، يقول جورج زكريا، رئيس قسم الأجهزة الكهربائية بالغرفة التجارية بالجيزة، إن القطاع عانى من ركود المبيعات بنسبة 60% خلال الأشهر التسعة الماضية مقارنة بالأوضاع الطبيعية في السنوات السابقة.

وأضاف زكريا في تصريحاته لـ«الشروق»، أن ركود المبيعات حال دون ارتفاع الأسعار في النصف الثاني من العام الجاري، رغم الضغوط التضخمية التي أثرت على تكاليف الإنتاج، مستشهدا بارتفاع سعر الصرف وارتفاع أسعار الوقود والكهرباء الأسعار.

ومنذ أكتوبر الماضي ارتفع سعر الصرف بنسبة 5.1% ليصل إلى مستويات 50.85 جنيها مقابل 48.36 جنيها.

وأرجع زكريا الركود الحالي الذي يؤثر على قطاع الأجهزة الكهربائية والمنزلية إلى زيادة المبيعات في عام 2023 مع اندفاع المستهلكين لشراء السلع للتحوط من ارتفاع الأسعار في المستقبل.

وأوضح أنه خلال هذه الفترة كان السوق الموازي للدولار نشطا وتميز بعدم الوضوح والرؤية الاقتصادية للمستقبل، لافتا إلى أن هذه الأسباب دفعت المستهلكين إلى شراء الأجهزة الكهربائية التي لم يكونوا بحاجة إليها. ولكن خوفا من استمرار ارتفاع أسعارها.

وتوقع أن تحقق مبيعات قياسية في 2023 وسط مخاوف المستهلكين أن تدفع الصناعة إلى الركود حتى نهاية العام المقبل على الأقل.

وأشار إلى أن شركات التصنيع تقدم أحيانا تخفيضات لتعزيز المبيعات، لكن دون نجاح حقيقي، لافتا إلى أن صفقات “الجمعة السوداء” الشهر الماضي لم تعزز المبيعات إلا بنسبة ضئيلة جدا.

ويرى أحمد الملواني رئيس لجنة التجارة الخارجية بإدارة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، أن عدم ارتفاع أسعار معظم المواد الأولية حاليا، رغم ارتفاع سعر الصرف والوقود، يعود إلى حقيقة أن الأسعار الحالية مرتفعة بالفعل ويمكن أن تتكيف مع الزيادات الإضافية في تكاليف الإنتاج.

وأوضح الملواني في تصريحاته لـ«الشروق»، أن تحرير سعر الصرف في مارس الماضي أدى إلى انخفاض الدولار بأكثر من 36% ليصل إلى مستوى قياسي في البنوك 48 جنيها، مقابل 75 جنيها في السوق الموازية بداية العام الجاري. . وأكد أن أسعار السلع الأساسية في معظم القطاعات لم تنخفض إلا بنسبة تتراوح بين 15 و25%.

وأشار إلى أن المصنعين والمنتجين في بعض القطاعات استمروا في الاحتفاظ بهامش ربح احترازي يزيد عن 20%، لافتا إلى أن هذه النسبة أتاحت لهم استيعاب تكاليف الإنتاج الجديدة دون تكبد خسائر.

ويرى أن الركود الحالي الذي يضرب الأسواق المحلية سببه في المقام الأول ارتفاع أسعار الفائدة، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يحرم المستهلكين من السيولة النقدية.

من جانبه، قال خالد فايد، نائب رئيس قسم الملابس بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن القطاع سواء المصنع أو الموزع لا يعمل إلا بنسبة 25% من طاقته الإنتاجية، عازياً ذلك إلى إغلاق المبيعات بشكل شبه كامل. .

وأشار إلى عدم توقع زيادة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى عزم عدد كبير من الشركات والمصانع تقديم تخفيضات كبيرة لبيع بضائعها الراكدة.


شارك