الإفتاء بسلطنة عمان: يجب تيسير الأحكام الفقهية للناس حتى لا تكون الفتوى موضوعة على الرفوف
وأكد الشيخ أحمد بن سعود السيابي الأمين العام لمكتب الفتوى بسلطنة عمان أن تحقيق الأمن الفكري يعتمد على عدد من الوسائل الأساسية التي يجب على المجتمعات أن تلتزم بها، وهي العدالة والحرية والتمكين الاقتصادي والقانون وغيرها. والحوار من الركائز الأساسية لتحقيق هذا الهدف.
جاء ذلك خلال كلمته خلال لقاء الوفد في الندوة العالمية الأولى لدار الإفتاء المصرية بعنوان “الفتوى وتحقيق الأمن الفكري”.
واستعرض الشيخ السيابي بعض الرسائل المهمة التي تحقق الأمن وتحققه، لافتاً إلى أهمية «العدل» كأحد المكونات الأساسية لبناء مجتمع مستقر.
وأوضح أن العدل هو الموازنة بين الحق والظلم، مؤكداً أن العدل مبدأ ديني ومقتضى الله عز وجل وأنه من أسباب النصر والتمكين لأن الله هو الكفار الصالحون ولا ينصرون وينصرون الظالمين. ويؤكد المسلمون أن هذا المبدأ يقتضي المساواة بين أفراد المجتمع وعدم وقوع أي شكل من أشكال الظلم أو انتهاك الحقوق.
وتحدث الأمين العام لمكتب الإفتاء بسلطنة عمان عن “الحرية” وعرّفها بأنها “الكرامة والعزة وحسن الخلق”، وأشار إلى أن الحرية الشخصية والدينية والفكرية والسياسية والعلمية يجب أن تكون محاطة بالضوابط اللازمة. وأوضح أن “حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين”، وشدد على أهمية عدم الإضرار بالفرد أو المجتمع من خلال مبادئه الدينية.
وأضاف السيابي أن الفقر هو أحد العوامل التي يمكن أن تزعزع الأمن الروحي، ولهذا السبب فإن التمكين الاقتصادي ضروري، كما أكد أن “الاقتصاد هو المحرك القوي والمهم للأمم والشعوب”، مبينا أن خلق فرص العمل و إن تحسين دور الزكاة والصدقات يمكن أن يساهم بشكل كبير في بناء مجتمع مستقر.
وفيما يتعلق بالقانون، أكد الشيخ السيابي أن “القانون ينظم العلاقات بين أفراد المجتمع”، مشيراً إلى أهمية الالتزام بالقانون لتحسين السلوك الاجتماعي. وأوضح أن «الناس غالباً ما يخافون من العقاب الأرضي أكثر من العقوبة بعد الموت»، الأمر الذي يتطلب وجود جهات رادعة لحفظ الأمن.
كما ناقش دور الحوار في تحقيق الأمن الروحي، مؤكداً أنه “أهم وسيلة لتحقيق الأمن”، مشيراً إلى أهمية التواصل مع الشباب. وقال: «عمان تشهد ندوات حوارية بين المؤسسات والشعب وهذا الحوار يحسن الفهم وترسخ المفاهيم الصحيحة».
وشدد الأمين العام لمكتب الإفتاء بسلطنة عمان على أهمية الفتوى في تحقيق الأمن الروحي، وشدد على ضرورة مراعاة المفتي لأحوال الناس عند إبداء الرأي الشرعي، مضيفا أن “القرارات الشرعية يجب أن تكون مقبولة”. “””الناس حتى لا تنتهي الفتوى على الرفوف”””
وختم كلمته قائلاً: “إن التفكير يتحدد بتفكير الإنسان وسلوكه يتحدد”. وأكد أن “الإيمان بالله هو العلامة على الطريق الصحيح”، مؤكداً على أهمية العمل الجماعي لتحقيق الأمن الفكري في المجتمعات، ودعا الجميع إلى العمل معًا لبناء مجتمعات أكثر استقرارًا وأمانًا.