الليرة السورية مقابل الدولار.. بين تحسن مؤقت وتحديات اقتصادية مستمرة

شهدت الليرة السورية تحسنًا طفيفًا اليوم السبت، حيث سجلت أسعار صرفها بين 11,500 و12,500 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، وفقًا لتصريحات العاملين في شركات الصرافة. يأتي هذا التحسن بعد سلسلة من التذبذبات الكبيرة التي أثرت على العملة في السوق السوداء.

السياسات النقدية والتحديات الاقتصادية

أكد مصرف سوريا المركزي في بيانه الأخير التزامه بأن تبقى الليرة السورية العملة الوحيدة المسموح بتداولها داخل البلاد، مشددًا على اعتمادها بجميع فئاتها كعملة رئيسية. لكن التحديات الاقتصادية الضاغطة لا تزال تلقي بظلالها، حيث كان السعر الرسمي للدولار عند البنك المركزي يوازي 13,700 ليرة مؤخرًا، مقارنة بـ6,000 ليرة نهاية عام 2022.

تدهور حاد أعقب الأحداث الأخيرة

تدهور سعر الليرة بشكل ملحوظ في السوق السوداء خلال الفترة الماضية، حيث انخفضت من مستويات 15,000 ليرة إلى حوالي 22,000 ليرة مقابل الدولار بالتزامن مع الأحداث التي رافقت سقوط نظام الأسد. هذا الانخفاض الحاد يعكس واقع الاقتصاد السوري الذي يعاني من أزمة خانقة شملت مختلف القطاعات الحيوية كالمحروقات، الخبز، والطاقة.

الحوالات المالية: شريان حياة السوريين

في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، تعتمد العديد من العائلات السورية على الحوالات المالية الواردة من المغتربين. هذه الحوالات تمثل شريان حياة في مواجهة التضخم المستمر وانخفاض قيمة العملة المحلية، إلى جانب نقص حاد في السلع الأساسية وخفض متوقع للدعم الحكومي في عام 2024.

نظرة مستقبلية قاتمة

يتوقع خبراء استمرار الضغوط الاقتصادية، حيث من المحتمل ارتفاع معدل التضخم خلال العام المقبل. هذا التضخم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية للسوريين، الذين باتت حياتهم اليومية مليئة بالتحديات نتيجة الانهيار الاقتصادي المستمر.

في الختام، تبقى تحركات الليرة السورية في الأسواق مؤقتة ما لم تترافق مع حلول مستدامة لتحسين الاقتصاد وإدارة الموارد بشكل أفضل.