السعودية وبريطانيا: تعزيز الشراكة الاقتصادية ونمو الاستثمارات المتبادلة
وشددت المملكة وبريطانيا على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين المملكتين والتزامهما بزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030م والاستثمار في المملكتين من خلال رؤية 2030 للمملكة والولايات المتحدة الأمريكية. زيادة الاستراتيجية الصناعية للمملكة في صناعات الغد، مما من شأنه زيادة القدرة على المنافسة العالمية مستقبلاً وخلق فرص العمل والرخاء للشعبين لتحقيق النمو المستدام للوصول.
جاء ذلك في البيان المشترك الصادر في ختام زيارة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر للمملكة، وفيما يلي نصه:
نظراً للعلاقات المتميزة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، قام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بزيارة رسمية للمملكة في 8 جمادى الآخرة 1446م، الموافق 9 ديسمبر 2024م.
استقبل ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الوزراء كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض. وعقدا جلسة مناقشة رسمية أكدا فيها أهمية دور مجلس الشراكة الاستراتيجية السعودي البريطاني في تحسين التعاون بين البلدين، وأعربا عن رغبتهما في عقد الاجتماع المقبل للمجلس في المملكة المتحدة. واستعرضا التقدم الكبير في تطوير وتنويع العلاقات الثنائية، واتفقا على برنامج طموح للتعاون لتعزيز الرخاء والأمن المتبادلين ومواجهة التحديات العالمية.
واتفق الجانبان على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بين المملكتين، وأكدا التزامهما بزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030 والاستثمار في المملكتين حيث يستثمر البلدان من خلال رؤية المملكة 2030 والمملكة المتحدة. استراتيجية صناعية في صناعات الغد من شأنها أن تدفع القدرة التنافسية العالمية في المستقبل، وتوفر فرص العمل والرخاء لكلا الشعبين لتحقيق النمو المستدام. ورحب الجانبان بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه في اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.
وأشاد الجانبان بنمو الاستثمارات المتبادلة، مشيراً إلى الاستثمارات السعودية الكبرى في المملكة المتحدة عام 2024، بما في ذلك استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بما في ذلك (سيلفريدجز) و(مطار هيثرو)، فضلاً عن الاستثمارات الإضافية في (نيوكاسل). نادي يونايتد لكرة القدم)، والذي يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرق إنجلترا والمملكة العربية السعودية، كما تعد المملكة المتحدة واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة العربية السعودية وفي هذا السياق لاحظنا إعلان من قبل هيئة تمويل الصادرات البريطانية عن خططها لزيادة انكشافها على السوق… 6 مليار دولار أمريكي، نظراً لنجاح التمويل (وفقاً للشريعة الإسلامية) بقيمة حوالي 700 مليون دولار أمريكي للاستثمار في مشروع القدية.
وأشاد الجانبان بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا على أهمية زيادة التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، بما في ذلك التركيز على تطوير السياسات واللوائح والمعايير الخاصة بالهيدروجين النظيف. نماذج الأعمال الخاصة بالهيدروجين النظيف وبناء القدرات البشرية كعامل رئيسي لنجاح التعاون المتعدد الأطراف بشأن الهيدروجين النظيف.
وأكد الجانبان على أهمية تحسين موثوقية سلاسل التوريد العالمية، خاصة مع إطلاق المملكة العربية السعودية مبادرة مرونة سلسلة التوريد العالمية لضمان إمداد مختلف سلاسل التوريد العالمية، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين. والإنتاج والمعادن الخضراء والبتروكيماويات المتخصصة وإعادة تدوير النفايات والمركبات الكهربائية. ورحب الجانبان بإنشاء المملكة خمس مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، مما يتيح للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من المزايا والحوافز التي تقدمها المناطق على جميع مستويات سلاسل التوريد وعبر مختلف القطاعات.
وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز التعاون المشترك في مجالات التكنولوجيا النظيفة وابتكار الطاقة والاستدامة للمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام وتطوير الشراكات التجارية بين البلدين. وأعربوا عن رغبتهم في تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المشتركة. واتفقوا على العمل معًا لإقامة تحالف الهيدروجين النظيف بين الجامعات السعودية والبريطانية، بقيادة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة نيوكاسل.
وشدد الجانبان على أهمية زيادة التعاون في قطاع الخدمات المالية، بما في ذلك الخدمات المصرفية والتكنولوجيا المالية وإدارة الأصول والتمويل الأخضر والتأمين.
واتفق الجانبان على أهمية مواصلة توسيع التعاون في مجال المعادن والتعدين الحيوي لدعم سلاسل التوريد المسؤولة والمتنوعة والمرنة، بما في ذلك الشراكة بين كلية كامبورن للتعدين في جامعة إكستر ومركز تسريع الابتكار في المعادن في المملكة المتحدة. المملكة العربية السعودية، واتفقا على تعزيز التعاون في مجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة وتنويع إمدادات المعادن الأرضية النادرة للتقنيات النظيفة. كما أكد الجانب البريطاني دعمه وعزمه على المشاركة على مستوى رفيع في منتدى مستقبل المعادن السعودي المقرر عقده في يناير 2025.
وشدد الجانبان على مركزية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، وأشارا إلى نتائج المؤتمر التاسع والعشرين للأطراف (COP29)، فضلاً عن أهمية العمل من أجل التوصل إلى نتيجة طموحة ومتوازنة في الدورة التاسعة والثلاثين. مؤتمر الأطراف (COP30) عام 2025. رحب الجانب البريطاني بطموحات المملكة وقيادتها من خلال مبادرتي المملكة العربية السعودية الخضراء وGreen Nearer الشرق” فضلا عن رئاسته للدورة (السادسة عشرة) لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ودعمه لجهود المملكة العربية السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ المملكة العربية السعودية ونهج الاقتصاد الدائري الكربوني الذي أقره قادة مجموعة العشرين.
وجدد الجانب البريطاني دعمه القوي لرؤية المملكة 2030 والتزامه بالفرص التي توفرها ضمن الشراكة بين البلدين. ورحب الجانبان بتزايد أعداد الزوار بين المملكتين، وأعربا عن أملهما في زيادة هذه الأعداد، خاصة في ظل زيادة الترابط الجوي بين البلدين وتخفيف متطلبات الحصول على التأشيرات من الجانبين.
واتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الثقافي في مختلف المجالات الثقافية في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين المملكتين، بما في ذلك مبادرات التعاون بين المؤسسات والمنظمات الثقافية في البلدين لتعزيز المشاركة الدولية لتكثيف النشاط الثقافي والثقافي. فعاليات فنية في البلدين وتبادل الخبرات في مجال البنية التحتية للتراث والمتاحف، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز التزام المملكة المتحدة بتنمية التراث الثقافي. محافظة العلا.
ورحب الجانبان بالاتفاق على إطلاق الشراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا والمجلس الثقافي البريطاني، تزامناً مع احتفالات المجلس بالذكرى التسعين لتأسيسه.
وأشاد الجانبان بنتائج التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحبوا بالخطط الإستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في المملكة العربية السعودية إلى (10) مدارس بحلول عام 2030م وفتح فروع خارجية للجامعات البريطانية في المملكة العربية السعودية تعزيزاً لرؤية المملكة المملكة العربية السعودية يتعلق الأمر بإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة يقوده التعليم الممتاز. وأعرب الجانبان عن تصميمهما على مواصلة المناقشات حول تعزيز التعاون في مجالات التعليم الخاص والتعليم والتدريب التقني والمهني.
وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في قطاع الصحة، بما في ذلك من خلال المبادرات المشتركة لدعم تدريب الممرضات، لتحقيق المنفعة المتبادلة. وأشار إلى المناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين حول إنشاء كلية لتدريب الممرضات في المملكة. وأكدوا من جديد التزامهم بمزيد من التعاون لمواجهة التحديات الصحية العالمية.
واتفق الجانبان على أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة في كلا البلدين لتعزيز التعاون في مجالات سلامة الأغذية والمنتجات الزراعية.
واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية في الرياضة. كما أشادوا بالشراكة المتنامية في مجال الرياضات الإلكترونية.
أشاد الجانبان بمستوى التعاون الدفاعي والأمني الثنائي في العقود الأخيرة، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، مما ساهم في تطورها إلى شراكة حديثة تركز على التعاون الصناعي وتنمية القدرات، وزيادة قابلية التشغيل البيني والتعاون بشأن التهديدات المشتركة. والمساهمة في تحقيق الأمن والازدهار في كلا البلدين. واتفقا على توسيع التعاون في مجالات رئيسية مثل الأنشطة السيبرانية والكهرومغناطيسية والأسلحة المتقدمة والقوات البرية والمروحيات والطائرات المقاتلة. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون الأمني في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف وتحسين الأمن السيبراني.
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة، وشددا على ضرورة مواصلة التعاون في المنتديات والمنظمات الدولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين، لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. وأكدوا عزمهم على توحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وعقد حوار استراتيجي سعودي بريطاني (سنويا) حول المساعدات الإنسانية والتنمية الدولية. واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع بقيمة 100 مليون دولار، مع التركيز على الدعم الإنساني والتنموي العاجل.
وفي الشأن الإقليمي والدولي، أكد الجانبان على ضرورة خفض التصعيد الإقليمي وأهمية الالتزام بالمعايير الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالوضع المتطور في غزة، أكد الجانبان على ضرورة إنهاء الصراع في غزة والإفراج الفوري عن الرهائن وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي 2720 (2023)، 2728 (2024)، و2735 (2024) التي تحتاجها إسرائيل بشكل عاجل لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية من أجل تقديم المساعدات الإنسانية والدولية للشعب الفلسطيني تمكين المنظمات من القيام بعملها بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وناقش الجانبان كيف يمكن للبلدين العمل معًا لتنفيذ حل الدولتين لتحقيق سلام دائم يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبًا إلى جنب داخل حدودهما الآمنة والمعترف بها. وأبدى الجانب البريطاني رغبته في عقد المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الحل السلمي لتنفيذ حل الدولتين، والذي ستشترك في رئاسته المملكة العربية السعودية وفرنسا في يونيو 2025.
وفي الشأن السوري، رحب الجانبان بكل الخطوات الإيجابية لضمان أمن الشعب السوري ووقف إراقة الدماء والحفاظ على مؤسسات ومقدرات الدولة السورية. ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري والعمل معه. كما دعا الجانبان إلى دعم سوريا في هذه المرحلة الحاسمة للتغلب على معاناة الشعب السوري الطويلة الأمد، والتي كلفت حياة مئات الآلاف من الأبرياء وأدت إلى نزوح الملايين. لقد حان الوقت لكي يحظى الشعب السوري بمستقبل مشرق مليئ بالأمن والاستقرار والازدهار.
وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والتوصل إلى حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. واتفقوا على ضرورة تجاوز لبنان أزمته السياسية وانتخاب رئيس قادر على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة.
وأكد الجانبان دعمهما الكامل للمجلس القيادي الرئاسي للجمهورية اليمنية، وشددا على أهمية دعم الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية. كما اتفقوا على أهمية ضمان أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي العالمي.
وفيما يتعلق بالشأن السوداني، أكد الجانبان أهمية البناء على إعلان جدة بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان ومواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار وحل الأزمة ومعاناة الشعب السوداني والحفاظ على حياة الشعب السوداني. الوحدة والسيادة والمؤسسات الوطنية.
ورحب الجانبان بالتواصل المستمر بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، وشددا على أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق سلام عادل ودائم يحترم السيادة والسلامة الإقليمية وفقا لميثاق الأمم المتحدة.
وفي ختام الزيارة أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن شكره وتقديره لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه والوفد المرافق له وأطيب التمنيات له. والشعب السعودي الصديق لمزيد من التقدم والازدهار. كما أعرب سموه عن أطيب تمنياته بالصحة والعافية لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وللشعب البريطاني الصديق المزيد من التقدم والتقدم.