استقرار أسعار صرف الدولار أمام الجنيه وتوقعات بارتفاع محدود خلال الفترة المقبلة
– نافع: العملة الخضراء ترتفع بشكل مطرد ولكن بدرجات متفاوتة – حسن: تزامن سداد الالتزامات الدولية مع تراجع إيرادات قناة السويس يضغط على العملة
استقرت أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المحلية، بنهاية تعاملات اليوم الأحد، أول تعاملات هذا الأسبوع، مقارنة بأسعاره بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، بينما توقع عدد من المحللين الاقتصاديين ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المحلية، بنهاية تعاملات اليوم الأحد، أول تعاملات هذا الأسبوع. أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الجنيه، خاصة في ظل تصريحات رئيس الوزراء مصطفى مدبولي. ومن الممكن أن يشهد سعر صرف الجنيه تقلبات في حدود 5% خلال الفترة المقبلة.
وقال مدبولي في تصريحات أمس السبت، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تقلبات في حدود 5% خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن الحكومة لن تكرر أخطاء الماضي في تحديد سعر الصرف الأزمات الاقتصادية التي ضربت البلاد. وأجبرت البلاد على تعويم العملة وخسارة 40% من قيمتها.
واستقر سعر العملة بنهاية تعاملات البنك الأهلي وبنك مصر والمصرف المتحد مسجلا 49.53 جنيه للشراء و49.63 جنيه للبيع، فيما انخفضت العملة الأمريكية في البنك التجاري الدولي والإسكندرية بمقدار قريشان ليسجل نحو 49.63 جنيه للبيع، و49.53 جنيه للشراء.
واستقر سعر العملة الخضراء في مصرف أبوظبي الإسلامي عند 49.63 جنيه للبيع و49.73 جنيه للشراء.
وسجل سعر الدولار في بنك قناة السويس 49.55 جنيه للشراء و49.65 جنيه للبيع، واستقر عند 49.54 جنيه للشراء و49.55 جنيه للبيع في بنك البركة وبنك كريدي أجريكول.
قال الخبير الاقتصادي مدحت نافع، إن سعر الدولار أمام الجنيه في ارتفاع مستمر، ولكن بدرجات متفاوتة من فترة إلى أخرى. ويرجع ذلك إلى بنية العلاقة بين العملتين، وهو ما ينعكس في التفاوت الكبير في الميزان التجاري، والتفاوت الكبير في معدلات التضخم بين البلدين، وزيادة الاعتماد على الدولار لتغطية العجز الداخلي والخارجي. وكذلك تسوية الالتزامات سواء كانت ديون خارجية أو رسوم على الشركات الأجنبية، وكذلك فاتورة توريد الاستيراد من الخارج، خاصة وأن الصناعة المحلية تعتمد بشكل كبير على استيراد مكونات الإنتاج من الخارج.
وأضاف نافع أن كل هذه العوامل تعزز تفوق سعر الدولار على الجنيه، بالإضافة إلى سياسة التشديد النقدي في الولايات المتحدة وأيضا الإجراءات الحمائية الجديدة التي تخطط لها واشنطن والتي ستساهم بالتأكيد في تعزيز الدولار. مقابل العملات الأخرى، مما يوحي بأن الدولة يجب أن تعمل على الاقتصاد الحقيقي، وليس على الاقتصاد النقدي أو على المسكنات، حتى يتم عكس هذه العلاقة واستعادتها.
وتوقع محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، ارتفاع أسعار الدولار، خاصة في ظل التسوية الوشيكة للالتزامات الدولية، فيما تظهر إيرادات قناة السويس أيضا تراجعا كبيرا بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة، وهو ما يفرض ضغوطا على المنطقة. ويدعم سعر الصرف التوقعات بارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه بنسبة 5-7% ليصل إلى ذروة 55 جنيها مقابل الدولار، خاصة مع ارتفاع الدولار مقابل سلة العملات العالمية.
وتراجع عدد السفن المارة بالقناة بنسبة 49% منذ بداية العام الجاري، بحسب تصريحات الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في أكتوبر الماضي، مقارنة بالمعدلات التي تحققت في نفس الفترة من العام الماضي. .
وأوضح حسن أن مصر تجري مفاوضات مع الجانب القطري أو السعودي، ومن المتوقع منها ضخ دولارات قوية خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيدعم الجنيه أمام الدولار وقد نشهد تراجعا آخر للدولار.
وشهد الجنيه فترات استقرار طويلة منذ يونيو الماضي، حيث بلغ متوسط سعره 48 جنيها أمام الدولار، بينما حدث استثناء في أغسطس من العام الماضي عندما تجاوز مؤقتا 49 جنيها ثم ارتفع مرة أخرى بمقدار 49 جنيها بسبب عمليات البيع المكثفة. الأسواق الناشئة على 31 و41 قرشاً منذ بداية نوفمبر، ليتجاوز الدولار للمرة الثانية منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي.
وفي مارس الماضي، سمح البنك المركزي بتحديد سعر الجنيه على أساس آليات العرض والطلب أمام العملات الأجنبية، وقام في اجتماع استثنائي بزيادة أسعار الفائدة على الجنيه بمقدار 600 نقطة أساس، لترتفع قيمة الجنيه مقابل وتراجعت العملات الأخرى وارتفع الدولار بعد تطبيق سياسة سعر الصرف المرن من نحو 31 جنيها للدولار إلى 50 جنيها، ثم عاد للارتفاع تدريجيا مرة أخرى في الأشهر الأخيرة واستقر حول مستويات 46 و48 جنيها للدولار.