رئيس المركزي للإحصاء السابق: لا يمكن تطوير السياسات دون الاعتماد على التعداد السكاني
قال اللواء أبو بكر الجندي، وزير التنمية المحلية الأسبق ورئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الأسبق، إن توفر المعلومات المحددة والدقيقة يساعد متخذي القرار على اتخاذ القرار الصحيح.
وأوضح اللواء أبو بكر الجندي، خلال حواره مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج “الحوار المباشر” المذاع على قناة TEN الفضائية، أنه بحسب مكاتب الإحصاء فإن مواصفات البيانات الفعالة يجب أن تتصف بالدقة والاكتمال والدقة. والوقت المعقول.
وأكد أن القانون عزز هيئة التعبئة العامة والإحصاء من خلال فرض عقوبة على كل من يتخلف عن تقديم بيانات أو يبلغ عن معلومات مضللة.
المراكز الإحصائية في العالم
وفيما يتعلق بالتعاون الدولي بين المراكز الإحصائية العالمية، أشار الجندي إلى أن هناك اجتماعا دوريا للمجتمع الإحصائي العالمي مع اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة. ويهدف هذا الاجتماع إلى التعاون بين المراكز الإحصائية لتوحيد مفاهيم جمع المعلومات والبيانات وتحديد أكثرها فعالية.
وأشار أيضا إلى أن معهد الإحصاء في الأردن يعقد اجتماعا يحضره حوالي 3000 عالم ومهتم ويضم أيضا ممثلي المنظمات العاملة في مجال الإحصاء.
أهمية المعلومات والبيانات
وفيما يتعلق بأهمية المعلومات والبيانات، أوضح الجندي أنها ضرورية وركيزة أساسية للحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وعن صعوبات رصد المعلومات على أرض الواقع من خلال البحث أو المسح، أوضح أن مصادر البيانات كالتعبئة ومراكز الإحصاء لا تزيد نسبتها عن 25%. والباقي يعتمد على مستوى مسؤولية صاحب المعلومة، المواطن. وعليه أن يفصح عن كافة المعلومات اللازمة وهذا يتطلب وعياً كبيراً بأهمية الإدلاء بأقواله دون خوف.
صعوبات التعداد
وعن التعداد والصعوبات التي تواجهها المكاتب الإحصائية في متابعته عن كثب، قال الجندي إنه يعتبر أهم وأكبر مشروع إحصائي ومكلف للغاية، ولهذا السبب يتم تنفيذه كل 10 سنوات على مستوى العالم باستثناء اليابان، والتي تجريها كل 5 سنوات.
وأوضح أن صعوبة التعداد تكمن في أنه لا يقتصر على إحصاء السكان، بل يشمل أيضا إحصاء عدد المنشآت والمباني، وهو ما يتطلب وجود الخرائط وعدد كبير من المتطوعين أو الخريجين، الذين يتقاضون أجرا الموظف نتيجة مشاركتهم في هذه المهمة.
التكاليف والقيمة المضافة
وقال الجندي إن التعداد الذي أجري عام 2017 أضاف قيمة إلى 45 ألف خريج عملوا هناك طوال فترة التعداد. ورغم أن التكلفة كانت تتراوح بين «850 مليوناً ومليار جنيه»، إلا أن أغلب هذه التكلفة أنفقت على الأجور.
وأشار إلى أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء له مكتب في كل محافظة، ومن بين الأجهزة التي يستعين بها في مهامه وزارة الزراعة، إذ لديه بيانات عن المساحات المزروعة وأنواع المحاصيل وغيرها.
وأضاف أن الوكالة طلبت المساعدة من 3000 خريج لاستكمال هذا التعداد. واستغرقت عملية التعداد ثلاث سنوات وسعى إلى إنشاء 500 مقر في المحافظات، وشارك فيها ألف مدرب.
التضخم وارتفاع الأسعار
وعن ارتفاع الأسعار ومدى ارتباطه بالتضخم، أوضح الجندي أن الكثير من الناس يخلطون بين المفهومين. والحقيقة أن التضخم يعني تغير المستوى العام للأسعار خلال ثلاثة أشهر، وأن انخفاضه لا يعني عودة الأسعار تماماً إلى قيمتها الأصلية، بل أن معدل ارتفاع الأسعار قد يكون أقل من المعدل المعتاد.
وأشار الجندي إلى أن الجهاز يتتبع أسعار 1000 سلعة وخدمة شهريا ويرصد ارتفاع أو انخفاض أسعارها.
معدلات النمو السكاني
وعن معدلات النمو السكاني ورصدها من قبل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قال الجندي إن المعدلات في تراجع. ومع ذلك فإن الكثافة السكانية مرتفعة حيث أننا نعيش في أقل من 10% من مساحة مصر، وللتغلب على ذلك يجب أن نستمر في مشروعات التنمية، خاصة وأن لدينا ثروة من الشباب يجب استغلالها. والمشكلة هي أن الموارد محدودة ومعدلات النمو، رغم تراجعها مقارنة بالفترات السابقة، لا تستطيع مواكبة معدلات التكاثر.
مشكلة الزواج مع القاصرات
وفيما يتعلق بموضوع زواج القاصرات وملاحظات الجهاز المركزي بهذا الشأن، أوضح الجندي أن هذه الزيجات تتم في المجتمعات ذات الدخل المنخفض، وأن دوافع أولياء أمور الفتيات هي في معظمها مالية.
وأشار إلى أن القانون يعالج هذه المشكلة بتحديد سن الزواج للفتيات والفتيان بـ 18 عاما، لكن هناك مخالفات للعقود العرفية أو الشفهية، وفي بيانات تعداد 2017 لدينا وجود فتيات أقل من 16 عاما، ويرتبط ذلك بنسبة ارتفاع نسبة الأمية التي بلغت 25.8% في التعداد الأخير، ولكنها في انخفاض مقارنة بالتعدادات السابقة.