هوكشتاين متفائل من بيروت: هناك فرصة جدية لوقف النار
وسط أجواء من المراقبة و”التشكك” في قدرته على إحراز تقدم، وفي أعقاب التصعيد العسكري الكبير الذي طال بيروت وتل أبيب في الساعات الأخيرة، التقى المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوشستين في بيروت اليوم (الثلاثاء). .
واستقبل اللبنانيون زائرهم معتقدين أن هذه الرحلة تمثل أخطر فرصة للتوصل إلى اتفاق، وأعربوا عن أملهم في إزالة جميع الألغام والعقبات وتحقيق وقف إطلاق النار.
كان هوكشتاين متفائلاً كعادته، وقال بعد لقائه الذي دام قرابة الساعة والنصف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري: “لدينا فرصة حقيقية لإنهاء الصراع وهي الآن في يد المجلس النيابي”.
ووصف المحادثات التي جرت مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي بـ”الجيدة والبناءة”، معرباً عن أمله في اتخاذ “إجراءات حاسمة” لوقف إطلاق النار “قريباً”. ورأى أن القرار النهائي بإنهاء القتال «يعود إلى لبنان وإسرائيل».
وأضاف المبعوث الأميركي: نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا للعمل مع لبنان وإسرائيل لتحقيق هذا الهدف، مؤكدا أن الجهود للتوصل إلى اتفاق دائم ستستمر.
من ناحية أخرى أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الأولوية القصوى للحكومة هي وقف النار والعدوان الإسرائيلي على لبنان والحفاظ على السيادة اللبنانية على كامل أراضيه.
واعتبر ميقاتي أن الهم الأساسي للحكومة اللبنانية في هذه المرحلة هو إعادة النازحين السوريين إلى قراهم وبلداتهم في أسرع وقت ممكن ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية والتدمير العبث الذي تتعرض له القرى والبلدات اللبنانية.
وشدد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالوضع في لبنان، ولا سيما القرار 1701، وتعزيز سلطة الجيش اللبناني في الجنوب لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأنهى المبعوث الأميركي مؤتمره الصحافي في بيروت دون الرد على أسئلة الصحافيين. فهل ما قاله من دون الإجابة على كل علامات الاستفهام المطروحة يعني أن المهمة ستتخذ مسارا مختلفا؟ أم أنه يلعب في الوقت الضائع؟ الجواب يعتمد على الساعات القادمة.
ويرى الجانب اللبناني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ينقلب على الأجواء الإيجابية السائدة في بيروت، كما حدث عندما سحب دعمه للنداء الأميركي الفرنسي بهذا الخصوص. وبحسب مراقبين في لبنان، فمن المتوقع أن يعبر نتنياهو علناً عن موافقته على الاتفاق وفرض شروط إضافية يرفضها حزب الله.
ويؤكد المناخ الإسرائيلي العام أن نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار في أي وقت قريب. ولذلك استبق زيارة هوكشتاين بوضع سقوف عالية للمفاوضات، وفي المقابل فرض حصاراً على لبنان برا وبحراً وجواً، وقبل بوقف إطلاق النار وطالب برسالة جانبية من الأميركيين تضمن حرية حركة إسرائيل في لبنان.