إسرائيل خدعت «هوكشتاين» وأجهضت «هدنة» لبنان

منذ 15 أيام
إسرائيل خدعت «هوكشتاين» وأجهضت «هدنة» لبنان

لقد مرت 24 ساعة (منذ الخميس) على اللبنانيين الذين ينتظرون اتصالا من الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين إما إلى الرئيس نجيب ميقاتي أو نبيه بري يقول لهم فيه على الأقل أنه ليس لديه أي شيء إيجابي في جعبته سوى أنه سيواصل جهوده… لكن ذلك لم يحدث.

توقفت الهواتف عن الرنين وساد صمت سياسي في لبنان منذ عودة المبعوثين الأميركيين عاموس هوكستين وبريت ماكغورك إلى واشنطن، حتى قطع رئيس مجلس النواب نبيه بري المحادثة أمس (الجمعة)، منهياً بذلك الأمل المتبقي بنجاح «البرلمان» المتناثر. المحاولة الأخيرة للمفاوضات” في عهد الرئيس جو بايدن.

وأعرب بري عن أسفه لتأجيل “المبادرة الأميركية” التي وصفها مراقبون بأنها الأخيرة لوقف إطلاق النار في لبنان، إلى ما بعد الانتخابات الأميركية بسبب الرفض الإسرائيلي لخارطة الطريق اللبنانية المتفق عليها بين هوكستين ولبنان.

فماذا حدث في تل أبيب يوم الخميس؟ هل المبعوثان الأمريكيان ضحية الخداع الإسرائيلي؟ أم أنه سوء تقدير أميركي للموقف الإسرائيلي؟

ويستمر السرد الغربي، وقد تبين أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أعطى واشنطن أجواء إيجابية، وأن نتنياهو على استعداد للمضي قدما في مسودة الحل المقترحة، وأنه بذل بعض الجهود. التعليقات يجب أن تفعل ذلك. وتقرر إرسال المندوبين إلى تل أبيب، ليسافر بعدها هوكشتاين إلى بيروت لتسويق هذه الملاحظات. وبالفعل، جرى التواصل بين الرئيس ميقاتي والمبعوث الأميركي، وأبلغ لبنان أن الإسرائيليين لن يقبلوا أي تنازلات، لكنهم سيتعاملون بإيجابية مع «الطرح».

وفي اللقاء المذكور بين المبعوثين الأميركيين ونتنياهو، كانت الصدمة عندما قال لهم نتنياهو إن بنود الاتفاق أو الاقتراح غير واقعية وغير مقبولة، وأنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف إطلاق النار. ثم قرر هوكشتاين المغادرة إلى واشنطن.

إلى ذلك، عاد إلى الصمت واكتفى في الساعات الماضية بتدوينة على حسابه على منصة «إكس» نفى فيها ما تردد عنه في لبنان من أنه دعا اللبنانيين إلى الاحتجاج. ووصف وقف إطلاق النار من جانب واحد هذه الكلمات بأنها “تقارير كاذبة”. وكذلك فعل الرئيس ميقاتي عندما أصدر مكتبه بياناً مماثلاً يدحض فيه هذا الادعاء. فيما تولت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الجمعة، ما لم يتمكن المبعوث الأميركي من قوله وأكدت أنه لن يتم إحراز أي تقدم في اتفاق إنهاء الحرب في لبنان حتى نهاية الانتخابات الأميركية.

ومن الجدير بالذكر أن “آلية التنفيذ التي اتفق عليها هوكشتاين مع الرئيس بري تبدأ بوقف إطلاق النار من قبل الطرفين، يليه انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها ضمن عمليتها البرية، وبعدها ينتشر الجيش اللبناني وفقاً لقرارات مجلس الأمن”. القرار 1701، وبعده ستبدأ المفاوضات لحل مشكلة الحدود البرية.


شارك