العيسى يدشن المؤتمر الدولي «الإيمان في عالم متغير» للتصدي لشبهات الإلحاد
تحت رعاية ملك المملكة المغربية الملك محمد السادس، التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور. محمد بن عبدالكريم العيسى، أعمال المؤتمر الدولي: “الإيمان في عالم متغير”، الذي نظمته رابطة علماء المحمدية بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة واسعة من شخصيات دينية وفكرية عالمية ذات خبرة وخبرة. الخبرة وكذلك الحوارات المشهودة والمقدرة حول مسائل الإيمان ومناقشات الإلحاد المعاصر.
ويهدف المؤتمر، الذي تستضيفه العاصمة المغربية الرباط ويعقد على مدى يومين متتاليين، إلى إبراز شواهد الإيمان المعاصر وتعزيزه في الناس، ومواجهة شبهات الإلحاد، ورصد مخاطره وطرق التعامل معه للتوضيح معهم. ومن المنتظر أن ينشر “وثيقة الإيمان في عالم متغير”.
وأكد العيسى في كلمته الافتتاحية التي «أطرت» أعمال المؤتمر، أن المؤتمر يهدف من جهة إلى استذكار دلائل الإيمان وتعزيزها في القلوب المؤمنة. ومن ناحية أخرى، أتمنى أن يستمر أهل العلم والإيمان في دحر الإلحاد.
وتناول العيسى في كلمته أسئلة حاسمة حول الإلحاد، بما في ذلك السيطرة المفاهيمية للمصطلح، والسياق التاريخي، وحل الارتباط بين الإلحاد والذكاء والعلوم المادية، بالإضافة إلى عدد من شبهات الملحدين ومجادلاتهم. الخلافات التي نشأت منذ بداية ظهور هذه العلوم.
كما تطرق إلى التصميم الذي يتميز به هذا الكون الرائع، وهو ما دفع بعض علماء العلوم المادية، مثل أينشتاين، إلى الاعتقاد بأن قوانين الكون لها السلطة في إدارة الكون، مما يوحي بأن أينشتاين جاء من هذا العقل مجبرًا على ذلك. كانت الحقائق الصادمة للتفكير العدمي، رغم أنه لم يبحث عن وجود خالق قدير، لكن هذه الحقائق تحدثت إليه، كما تحدثت مع الآخرين.
وفي نهاية حديثه، سلط الشيخ العيسى الضوء على عدد من الجوانب المتعلقة بمكافحة المشتبه في إلحادهم. وأهمها أن لا يتعامل بها إلا المختصون الراسخون، وأن يتم الجمع بين عدة تخصصات عندما تتداخل الشبهات مع أكثر من علم، بالإضافة إلى ضرورة مواجهتها بخطاب يفهمه الجميع ويشترك فيه منطقيا. لقد قبلت البديهيات، دون تكلف، الحماس السلبي، وقبل كل شيء، حدة العرض؛ لأن ذلك يجعل الأمر كبرياء، ونحن مبشرون جيدون بالإيمان. نريد فقط إرشاد الناس، وليس إغراءهم وإلحاق الخسائر بهم.
– مواجهة الأفكار العدمية الإلحادية
بعد ذلك، توالت الكلمات التثقيفية للمتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، التي حضرها: الرئيس العام للجمعية المحمدية لعلماء المغرب د. أحمد عبادي، ورئيس مجلس الإمارات للفتوى الشرعية، الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، ووزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي د. محمد مختار جمعة، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي العالمي، ود. قطب مصطفى سانو مفتي الديار المصرية السابق وعضو مجمع الشريعة الإسلامية برابطة العالم الإسلامي، ود. شوقي علام، رئيس الإيسيسكو، ود. سالم المالك وأستاذ كرسي اليونسكو للتعددية الدينية والسلام بجامعة سابينزا بروما، البروفيسور ألبرتو ميلوني، الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالمغرب، السيد محمد يوسف، رئيس أبرشية الرباط والكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، وعدد من الشخصيات الدينية والفكرية والشخصيات البارزة في الدراسات ذات الصلة.
وعقدت في اليوم الأول للمؤتمر جلستان أكاديميتان، كانت الأولى حول موضوع “الإلحاد في سياق معاصر.. عرض ونقد”، فيما كانت الجلسة الثانية حول موضوع “الإيمان في الدين”. ضوء التكنولوجيا المعاصرة…التحديات والتحديات”.
كما أقيمت في اليوم الأول ثلاث ورش عمل، ركزت الأولى حول “الإيمان والقضايا المشتعلة في عالم متغير”، والثانية حول “الإيمان في العالم المعاصر ووظيفة الأبعاد التمثيلية والمعرفية والفكرية”. أما المحور الثالث فكان حول “الإيمان بعالم متغير.. أبعاد العلاقات والأنماط الاجتماعية”.
وتستمر أعمال المؤتمر اليوم في ثلاث جلسات علمية، تتناول الأولى منها موضوع “الطفرة الرقمية وظهور عوامل جديدة مؤثرة في التدين”. ويتناول الثاني موضوع “أهمية النظريات الفلسفية والمعرفية في التصميم”. “المفاهيم والتاريخ والحضارة”، في حين يتناول الجزء الثالث موضوع “بناء الإيمان.. الواقع والمنظور”.
وفي ختام أعماله سيشهد المؤتمر الإعلان عن وثيقة “الإيمان في عالم متغير” التي تمثل بيانا هاما من النخب والشخصيات الدينية والفكرية العالمية حول الإيمان في مواجهة الإلحاد، مع إبراز وجود الفرق بين الإيمان الديني والفكري أهمية الإيمان بالله تكمن بالأحرى في مواجهة الأفكار العدمية الملحدة.