الخبير العسكري نضال أبو زيد يكشف لـ”الوفد” سيناريوهات الصراع المحتملة

منذ 1 شهر
الخبير العسكري نضال أبو زيد يكشف لـ”الوفد” سيناريوهات الصراع المحتملة

ويشهد لبنان تصعيدا خطيرا في ظل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. في هذا الحوار يتحدث الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد لـ«الوفد» عن تقييمه للوضع الراهن وتداعيات الهجمات الإسرائيلية ورد المقاومة واحتمالات التصعيد ودور القوى الإقليمية والدولية والقوى الدولية. مستقبل العلاقات اللبنانية الإسرائيلية.

وإلى نص الحوار

– كيف تقيمون الوضع الحالي في لبنان خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير؟

الوضع في لبنان خطير للغاية. وكانت الهجمات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية وبعض مناطق بيروت تهدف إلى صدمة وترهيب أنصار حزب الله وحشد الرأي العام ضد الحزب، في محاولة لخلق حالة تلعب فيها التيارات السياسية المختلفة ضد حزب الله.

أثرت هذه الضربات على الهيكل التنظيمي لحزب الله من خلال تدمير الهيكل التنظيمي للحزب. لكن في هذا النوع من التنظيم تكون الهياكل التنظيمية أفقية وليست عمودية، وبالتالي فإن هذا النوع من الهيكل التنظيمي يوفر مرونة في إعادة الإعمار وفي إعادة التوازن وسلسلة اتخاذ القرار، وهذا ما تؤكده التحركات العسكرية لحزب الله والصواريخ والصواريخ. يستهدف عمق الأراضي المحتلة، إضافة إلى اعتماد تكتيك مركزية القيادة ولا مركزية التنفيذ، وهو ما أعطى الحزب مرونة في استعادة التوازن.

ولا شك أن الهجمات الإسرائيلية تسببت في تدمير البنية التحتية وتسببت في معاناة كبيرة للسكان المدنيين.

– كيف تقيمون رد فعل المقاومة اللبنانية على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة؟

وكان رد المقاومة متوقعا، وأثبت قدرته على إطلاق الصواريخ واستهداف المواقع الإسرائيلية، مما يؤكد تجاوب المقاومة ومواجهتها المستمرة للاحتلال.

– هل تعتقد أن هناك إمكانية لتصعيد كبير في الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟

هناك احتمال للتصعيد. إن نجاح حزب الله في مهاجمة قاعدة الجولاني مساء الأحد يظهر مدى حساسية إسرائيل تجاه خسائرها البشرية. إن أي عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق في جنوب لبنان قد تؤدي إلى تصعيد كبير ومزيد من الخسائر، ولكن يبدو أن إسرائيل قد أدركت فشلها الاستخباراتي في تقييم قدرات حزب الله البرية. ورغم نجاحه في الجو إلا أنه يفشل في البر وعليه، حسب العرف العسكري، فإن الهواء لا يصمد لا أرض ولا… يحسم معركة، فتبقى المعادلة التي تحدد شكل الصراع هي العملية البرية التي قد تحسم إنها تنتهج مسارًا دبلوماسيًا.

– كيف تؤثر التطورات في غزة على الوضع في لبنان؟

ولا شك أن التطورات في غزة لها تأثيرها على الوضع في لبنان. لقد تركز الثقل العسكري للاحتلال الإسرائيلي على الشمال (غزة)، واعتبرت الغارات الجوية الشمال أولوية، ونظرا لنجاح المقاومة في غزة في احتلال قوات الفرقة 162 مدرع الإسرائيلية، فإن هذا يعني الاحتلال في دولة يجري فيها القتال على أكثر من جبهة، وهذا يخالف عقيدتهم القتالية التقليدية.

– ما هو الدور الذي تلعبه القوى الإقليمية والدولية في هذا الصراع؟

إن البيئة الدولية والإقليمية لا تدعم خيار توسيع دائرة الصراع. فواشنطن مشغولة بالانتخابات الرئاسية، وأوروبا لا تريد أن تتحمل أعباء سياسية وعسكرية جديدة، خاصة بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.

وعلى المستوى الإقليمي، فإن المنطقة ليست مستعدة لتحمل صراع جديد، علاوة على التوترات الأمنية التي تشهدها معظم دول المنطقة. أرسلت إيران، اللاعب الرئيسي في معادلة الصراع الإقليمي، إشارات دبلوماسية بأنها لا تريد الانخراط في عمليات عسكرية واسعة النطاق، حتى من خلال وكلائها في المنطقة. والوحيد الذي يريد جر المنطقة إلى صراع واسع النطاق هو حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، التي تأمل في تصدير الأزمة الداخلية والخروج من مستنقع غزة. لأن إسرائيل تدرك أنها إذا دخلت في صراع واسع النطاق فإنها ستجر واشنطن إليه. إن حسابات الربح والخسارة في صراع من هذا النوع هي في صالح إسرائيل، التي تخوض الآن معارك هجومية غير ناجحة في غزة ولبنان، مما يعني أن المعادلة التي تتبادر إلى الذهن في ظل القوة النارية الهائلة للاحتلال هي أن إسرائيل التكتيكي ناجح، لكنه يخسر استراتيجيا.

– ما هي الخطوات التي يمكن للحكومة اللبنانية اتخاذها لتهدئة الوضع؟

وتسعى الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الوزراء ميقاتي إلى إيجاد طريق دبلوماسي بموجب المادة 1701 التي تقضي بانسحاب عناصر حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني. وقد يكون ذلك خطوة نحو تهدئة الوضع، لكن حزب الله نفسه، على الأقل في مواجهة الحركات السياسية اللبنانية، يرفض ترك الوضع الراهن بمعادلة محصلتها صفر، مما يشكل تحديا لجهود الحكومة.

– في ظل هذه التطورات، كيف ترى مستقبل العلاقات بين لبنان وإسرائيل؟

والعلاقات بين لبنان وإسرائيل معقدة وتنقسم إلى قسمين: علاقات رسمية يقودها رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي الذي يسعى إلى المسار الدبلوماسي، وعلاقات غير رسمية يتجسدها حزب الله الذي يرفض قبول بقاء الوضع الراهن. وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن إسرائيل تدرك أنها إذا دخلت في صراع واسع النطاق، فإنها ستجر واشنطن معها، وهذا ليس في مصلحتها.

– هل يستطيع المجتمع الدولي أن ينجح حيث فشل في غزة ويتمكن من الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في لبنان؟

وهذا يعتمد على مدى جدية المجتمع الدولي في ممارسة الضغط على إسرائيل، الأمر الذي يتطلب ضغطاً دولياً حقيقياً وفعالاً


شارك