الأمين العام المساعد للجامعة العربية : من يمتلك التكنولوجيا له السيادة.. والدول العربية يجب أن تدخل هذا السباق العالمى
يشهد العالم العربي تحولاً رقمياً متسارعاً يُحدث تغييراً جذرياً في المشهد الإعلامي. وفي هذا السياق، أجرت الوفد هذا الحوار مع السفير أحمد رشيد خطابي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، لبحث التحديات التي تواجه الإعلام العربي في ظل هذه التطورات، ولا سيما دور جامعة الدول العربية. في المساهمة في تعزيز التربية الإعلامية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة، وعلى نص الحوار:< ما الخطوات العملية التي اتخذتها جامعة الدول العربية لتحسين التربية الإعلامية في المناهج العربية؟<< تولي جامعة الدول العربية اهتماما كبيرا بتعزيز التعليم الإعلامي، ونعمل على تحقيق ذلك بطرق مختلفة، بما في ذلك دمج مقررات محددة في التعليم الإعلامي في المناهج الدراسية العربية. كما نركز على نقل الثقافة الإعلامية من خلال برامج تدريبية مكثفة، بالإضافة إلى تنظيم اجتماعات دورية للجنة الإعلامية، ونهدف من خلال هذه الجهود إلى بناء جيل عربي واعي قادر على التفكير النقدي والإيجابي مع التأثيرات الإعلامية ونشر المحتوى في الفضاء الرقمي للتعامل. مع.< ما هي رؤيتك لمستقبل الإعلام العربي في ظل التطورات التكنولوجية السريعة؟<< أعتقد أن الدول العربية مضطرة للدخول في سباق امتلاك التكنولوجيا. لا يمكننا أن نتحمل ترف التأخر في استخدام التكنولوجيا لأنه بدون السيادة التكنولوجية لا يوجد تقدم أو تطور حقيقي للتكنولوجيا ومن يملكها، لذلك يجب أن نسعى جاهدين لامتلاك تلك التكنولوجيا وليس استخدامها فقط. ويجب علينا أيضًا التركيز على تطوير محتوى الوسائط الرقمية بحيث يؤكد المحتوى العربي وجوده في الفضاء الإعلامي العالمي، وتحسين التفاعل مع الجمهور من خلال المنصات الرقمية والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى وتقديم تجربة إعلامية فريدة من نوعها. .< كيف يمكن للشباب العربي تطوير التفكير النقدي للتعامل مع التأثيرات والمحتوى الإعلامي في الفضاء الرقمي؟<< إن تطوير التفكير النقدي أمر بالغ الأهمية في عصرنا الرقمي لأنه يتطلب تعزيز مهارات تحليل وتقييم المحتوى الإعلامي وتوفير الأدوات اللازمة للتمييز بين المعلومات الدقيقة والمعلومات المضللة. وعلينا أن نركز على تثقيف الشباب، كما يجب أن نعمل على تطوير مهاراتهم في التحقق من صحة المعلومات والتعرف على مختلف أساليب التضليل الإعلامي، حيث إن بناء ثقافة إعلامية نقدية أساس أساسي لمواجهة التحديات الإعلامية في الفضاء الرقمي.< ما هي أكبر التحديات التي تواجه الدول العربية في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام؟<< وأكبر هذه التحديات هو التحيز المحتمل في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والذي يمكن أن يؤدي إلى انتشار المعلومات المشوهة. كما تنشأ أيضًا قضايا أخلاقية تتعلق بأمن البيانات والتزييف العميق، مما يتطلب قوانين وأنظمة صارمة إلى جانب التحديات الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، مع التخطيط السليم والإدارة الرشيدة، يمكننا التغلب على هذه التحديات وتحقيق أقصى استفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.< ما هي المبادرات الحالية التي تنفذها جامعة الدول العربية لدعم الشباب في الفضاء الرقمي؟<< تعمل جامعة الدول العربية على إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية تهدف إلى تحسين المهارات الرقمية للشباب، وتنظيم مسابقات وفعاليات تكنولوجية لإعطاء الشباب فرصة الابتكار الإعلامي والإبداع. كما أنها تدعم المشاريع الرائدة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.وفي إطار هذه المبادرات، أطلقت جامعة الدول العربية جائزة التميز الإعلامي العربي لتكريم المؤسسات والأفراد الناشطين في قطاع الإعلام على أعمالهم المتميزة. وتهدف الجائزة إلى تعزيز روح الإبداع والتنافس بين الإعلاميين وتشجيعهم على ذلك، والموضوع المختار لهذا العام هو “الشباب والإعلام العربي”. ويعكس هذا الاختيار الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لدور الشباب في الإعلام الرقمي والتفاعل مع التقنيات الحديثة.وبالإضافة إلى التعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والعديد من المجالس والمنظمات المختلفة، تنظم الشركة سلسلة من ورش العمل والاجتماعات بالإضافة إلى المسابقات لتشجيع الإبداع والابتكار لدى الشباب في قطاع الإعلام.< كيف يمكن معالجة التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام؟<< من خلال وضع معايير أخلاقية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام وتحسين الشفافية والمساءلة، مع تدريب العاملين في قطاع الإعلام على التمييز بين الأخبار المزيفة والحقيقية ومن خلال الحفاظ على القيم الأخلاقية في استخدام هذه التقنيات يتم الالتزام بها، بينما تطبق القوانين على كل من يتجاوز الاستخدام الإيجابي لهذه التكنولوجيا.