بمشاركة سلطنة عمان.. القمة الخليجية الأوروبية تبحث سبل بناء علاقات استراتيجية جديدة

منذ 1 شهر
بمشاركة سلطنة عمان.. القمة الخليجية الأوروبية تبحث سبل بناء علاقات استراتيجية جديدة

تفعيل الشراكة في مجالات التجارة والصحة والطاقة المتجددة وتحرير تأشيرات الشنغن.

تشارك سلطنة عمان في القمة المشتركة الأولى بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي غدا الأربعاء والتي ستعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.

ويترأس وفد سلطنة عمان إلى القمة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه. له – والممثل الشخصي لجلالة السلطان.

وستناقش القمة سبل تحسين التعاون في مواجهة التحديات العالمية الكبرى المشتركة والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك التجارة والاستثمار والطاقة والاستدامة والمناخ وتعزيز العلاقات بين الشعوب، فضلاً عن تسهيل التأشيرات والعديد من التحديات الجيوسياسية، لا سيما. ذات الصلة بمنطقة الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا.

ويحظى هذا الحدث بأهمية كبيرة باعتباره القمة الأولى بين المنظمتين، ويحضرها رؤساء الدول والحكومات من الجانبين. وهو بالتالي يمثل تتويجا للمستوى الاستراتيجي للتعاون بين الطرفين.

وتأتي القمة في وقت يعيش فيه العالم وضعا ساخنا بسبب استمرار الحرب التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وامتدادها إلى لبنان، فضلا عن مرور أكثر من عامين ونصف العام. منذ الحرب الروسية الأوكرانية.

وبسبب كل هذه الأحداث، فإن العمل المشترك بين منطقة الخليج وأوروبا يكتسب أهمية قصوى لتعزيز الدبلوماسية والاستقرار والتفاوض على حلول للأزمات الراهنة في المنطقة.

قال معالي جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن القمة الخليجية الأوروبية تمثل تتويجا لعلاقة وشراكة استراتيجية وتاريخية بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود بين مجلس التعاون الخليجي ودول التعاون الخليجي بدأ المجلس ويشير الاتحاد الأوروبي إلى أن هناك قواسم مشتركة تجمع الجانبين حول العديد من القضايا والقضايا الإقليمية والعالمية.

وقال معاليه لوكالة الأنباء العمانية إن هناك محورين أساسيين لهذه القمة. التركيز الأول على العلاقات الثنائية بين منطقة الخليج وأوروبا ويغطي عدة جوانب مثل مجالات التجارة والاستثمار والتعاون الأكاديمي وتفعيل التعاون في قطاعي الرعاية الصحية والطاقة المتجددة وإمكانيات تحرير تأشيرة شنغن لمواطني الخليج. ويدرك الجانب الأوروبي مدى أهمية ذلك في مواصلة تطوير التعاون الثنائي نحو آفاق أوسع.

وأضاف أن المسار الثاني يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية حيث ينتهج مجلس التعاون لدول الخليج العربية سياسة واضحة ومباشرة تستند إلى القانون الدولي وتعزيز لغة الحوار والدبلوماسية وخفض التصعيد في مناطق الاضطرابات والصراعات.

وفي الجانب الاقتصادي، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن القمة الخليجية الأوروبية تمثل حافزاً أساسياً لتفعيل أكبر للعلاقات التجارية والاستثمارية بين الجانبين، معرباً عن أمله في التوصل إلى توافق مع الصفحة الأوروبية. لتحقيق أفضل السبل لدفع العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة.

من جانبها أكدت سعادة رؤى بنت عيسى الزدجالي سفيرة سلطنة عمان المعتمدة لدى مملكة بلجيكا ورئيسة البعثة لدى الاتحاد الأوروبي، أن القمة الخليجية الأوروبية تمثل علامة فارقة مهمة على طريق الشراكة الاستراتيجية. بين دول مجلس التعاون ودول الاتحاد الأوروبي، ويعكس التزام الجانبين بتعزيز العلاقات الثنائية في مواجهة التحديات الإقليمية والمستوى الدولي المتزايد، مشيراً إلى أن القمة ستعمل على ترسيخ الدور البارز لمجلس التعاون الخليجي كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي. شريك دولي رئيسي في تحسين الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأوضحت سعادتها في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن القمة ستتناول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتطورات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى جوانب الشراكة في مجالات التجارة والاستثمار وسبل تحسين التعاون في مجال التجارة والاستثمار. المنطقة في مجالات الطاقة والمناخ، مشيراً إلى أن هذه القمة تعكس التزام مجلس التعاون الخليجي بتعزيز علاقاته الاستراتيجية مع مختلف الدول والتكتل الإقليمي والعالمي.

وأشارت إلى أن تعزيز المصالح المشتركة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي يتطلب تطوير آليات فعالة لتحسين التعاون في مختلف القطاعات من خلال اتفاقية التجارة الحرة التي تم التفاوض عليها بين الجانبين، وتعزيز الاستثمارات المشتركة والتركيز على مجالات الطاقة المتجددة والصناعية. وتبادل الخبرات في المجالات الفنية والأكاديمية.

من ناحية أخرى، أعرب سعادة لويجي دي مايو الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج عن شكره وامتنانه لسلطنة عمان على استضافتها اجتماعات مجلس وزراء الخليج الأوروبي العام الماضي، الأمر الذي مهد الطريق أمام التعاون الدولي. هذه القمة التاريخية للمنطقتين، لأن هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها رؤساء دول وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي على منصة واحدة مع… رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الأوروبي .

وأوضح معاليه لوكالة الأنباء العمانية أن القمة ستناقش آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط وآخر تطورات الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أن الهدف الأساسي للقمة هو رفع مستوى التعاون وزيادة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. دول الخليج والجانب الأوروبي.

وأضاف أن القمة ستركز أيضا على العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين الجانبين، خاصة قضية المناخ، حيث تبذل الدول الخليجية والأوروبية جهودا حثيثة في هذا المجال.

وتحدث سعادة الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج عن جهود الدول الخليجية والأوروبية لتفعيل التعاون في مجال الطاقة المتجددة، وأشار في هذا السياق إلى اتفاقيات التعاون التي أبرمتها بعض الدول الأوروبية مع السلطنة وقعت عمان في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.

وترتكز العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على اتفاقية تعاون موقعة عام 1989، تنص على إقامة حوار منتظم حول التعاون بين الجانبين في مجالات العلاقات الاقتصادية والتغير المناخي والطاقة والبيئة والأبحاث.

كما نصت اتفاقية التعاون على إنشاء مجلس مشترك بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الخارجية، يجتمع بشكل دوري.

وفي المجلس المشترك الذي انعقد في بروكسل في فبراير 2022، اعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي برنامج تعاون مشترك للفترة 2022-2027، وتم تحديثه في أكتوبر 2023.

ويحدد البرنامج أنشطة مشتركة محددة وتعاونًا أعمق عبر قطاعات متعددة، بما في ذلك التجارة والاستثمار وتغير المناخ والتحول الأخضر ومكافحة الإرهاب.

وفي أكتوبر من العام الماضي استضافت سلطنة عمان جلسات الدورة السابعة والعشرين للمجلس الوزاري المشترك بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والتي حضرها أكثر من ثلاثين وفدا رسميا من الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي. بالإضافة إلى مفوضية الاتحاد الأوروبي والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأكد اللقاء أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، فضلا عن مناقشة قضايا الأمن والسلام.

كما ناقش الاجتماع الجهود المبذولة لتعزيز الشراكة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة المتجددة والتغير المناخي والأمن السيبراني والهيدروجين الأخضر وتبادل الخبرات والتعليم تعظيم الاستفادة من مختلف التقنيات والذكاء الاصطناعي، فضلا عن تحسين التنسيق المشترك بين الجانبين في مجال المساعدات الإنسانية.

وتشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي نمواً مطرداً، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين الدول التي تشكل هاتين المجموعتين الاقتصاديتين المهمتين.

وتعتبر أوروبا شريكاً تجارياً مهماً لدول الخليج، حيث تساهم صادرات النفط والغاز من الخليج بشكل كبير في تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة.

وفي المقابل، تستفيد دول الخليج من التكنولوجيا والخبرة الأوروبية في مجالات البنية التحتية والتعليم والتكنولوجيا المتطورة.

بلغ حجم تجارة دول مجلس التعاون الخليجي مع الاتحاد الأوروبي نحو 204.3 مليار دولار عام 2022، ما يشكل نحو 13.2% من إجمالي حجم التجارة السلعية لدول مجلس التعاون، بحسب بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي .

أما بالنسبة لقيمة الصادرات والواردات السلعية كل على حدة، فقد بلغت قيمة صادرات دول مجلس التعاون إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022 نحو 106.3 مليار دولار، مقابل واردات بنحو 98.0 مليار دولار، وبذلك بلغ الفائض التجاري نحو 8.3 مليار دولار.

ومن بين الصادرات السلعية الرئيسية لدول مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2022، يتصدر الوقود والزيوت المعدنية بقيمة 77.3 مليار دولار، لتشكل نحو 72.7% من إجمالي صادرات سلع مجلس التعاون إلى الاتحاد الأوروبي.

وتأتي على رأس السلع التي تستوردها دول مجلس التعاون من الاتحاد الأوروبي الآلات والمعدات الميكانيكية بقيمة 14.6 مليار دولار، والتي تمثل نحو 14.9% من إجمالي واردات السلع من الاتحاد الأوروبي إلى دول مجلس التعاون من منتجات دوائية بنحو 9.8%، والسيارات، المركبات وأجزائها بحوالي 9.0%.

وشهد حجم الاستثمار الأجنبي المباشر للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي زيادة كبيرة منذ عام 2017 ليصل إلى 233.6 مليار دولار في عام 2022. وفي عام 2010 شكلت ما نسبته 22.9 في المائة من إجمالي الاستثمارات الواردة من العالم الخارجي في مجلس التعاون الخليجي، وارتفعت النسبة إلى نحو 40.8 في المائة في عام 2022 م.

كما زاد الاستثمار الأجنبي المباشر من مجلس التعاون الأوروبي بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، ليصل إلى 177.8 مليار دولار في عام 2022.

وفي تصريح لوكالة الأنباء العمانية قال د. وأكدت جمانة بنت سعيد البوسعيدية، مديرة إدارة شؤون مجلس التعاون بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، متانة العلاقات التجارية والاقتصادية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول الاتحاد الأوروبي.

وترى أن النمو المطرد للعلاقات التجارية يعكس إيمان الجانبين بأهمية تعزيز مجالات التجارة والاستثمار بما يحقق المصالح المشتركة في وقت تسعى فيه دول مجلس التعاون الخليجي إلى تعزيز جهودها لتنويع الاقتصاد مع الدول. للاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، تريد الدول الأوروبية البحث عن نوافذ أوسع للقطاعات في المرحلة المقبلة، على سبيل المثال في مجال الطاقة والتكنولوجيا.

وقالت إن الدول لم تعد تعيش في عزلة عن العالم الخارجي، بل إنها تنفتح عليه بسرعة في مواجهة تطور وسائل الاتصال المختلفة، وفي مواجهة العولمة التي أصبح العالم منها قرية واحدة إن ما يحدث في الدول أمر لا مفر منه، ومن هنا تنبع أهمية هذه القمة التي نأمل أن تتخذ قرارات تخدم جميع الدول وتضمن حسن سير سلاسل التوريد وعدم انقطاع الأمور.

وأعربت عن رغبتها في أن تساهم القمة الخليجية الأوروبية المقبلة بشكل واضح ومباشر في فتح قنوات جديدة لأشكال التعاون التي تعالج التحديات والصعوبات المشتركة من خلال أدوات التعاون الدولي مثل توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أو من خلال حوكمة الإجراءات والسياسات. تعزيز الحوافز لخلق مناخ استثماري مستقطب للفرص المشتركة.

جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي تأسس رسميًا في نوفمبر 1993 ويشكل حاليًا مجموعة من 27 دولة في القارة الأوروبية يبلغ عدد سكانها 449.2 مليون نسمة ويتحدثون 24 لغة مختلفة.

يضم الاتحاد الأوروبي مجموعة من أكبر وأهم الدول اقتصاديًا في العالم، من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وهي من بين أكبر عشر اقتصادات في العالم.

وهي تمثل كمجموعة أوروبية ثاني أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعد الولايات المتحدة الأمريكية، والذي بلغ نحو 18.3 تريليون دولار عام 2023، وهو ما يمثل 17.5% من حجم الاقتصاد العالمي.

 


شارك