“الرئيس السيسي يلقي كلمة هامة في الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الأفريقي منتصف العام”

منذ 9 ساعات
“الرئيس السيسي يلقي كلمة هامة في الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الأفريقي منتصف العام”

حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الدورة السابعة للقمة نصف السنوية للاتحاد الأفريقي.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية أن اللقاء ناقش عددا من القضايا الهامة التي تواجه القارة الأفريقية، وفي مقدمتها جهود التكامل والتوحيد القاري، وسبل تحرير التجارة البينية، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تؤثر على تنمية القارة، وسبل تعزيز السلم والأمن في القارة.

صرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، بأن الرئيس ألقى كلمة اللجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (نيباد)، التي يرأسها للدورة الحالية. وأكد في كلمته على الدور المحوري للجنة، برئاسة مصر، في مختلف مجالات التنمية بالقارة الأفريقية، لا سيما في سد الفجوة التمويلية للتنمية، وتنفيذ أجندة التنمية الأفريقية 2063، وتعزيز الاستثمار في صحة الإنسان وتعليمه، ومكافحة تغير المناخ. كما أكد على الفرص العديدة المتاحة للقارة الأفريقية لتحقيق التنمية والازدهار رغم التحديات الإقليمية والدولية الكبرى. وفيما يلي نص الكلمة:

أصحاب السعادة رؤساء الدول والحكومات

سيداتي وسادتي،

أودّ أولاً أن أعرب عن خالص امتناني للدول الأعضاء في اللجنة التوجيهية لتعاونها خلال الفترة الماضية. لقد ساعدوني في توجيه أنشطة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، مما مكّنها من أداء دورها كذراع تنفيذي للتنمية في الاتحاد الأفريقي.

وأود أيضاً أن أعرب عن امتناني وتقديري لأمانة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، بقيادة المديرة التنفيذية ناردوس بيكيلي توماس، على جهودها الدؤوبة في قيادة عمل أمانة الوكالة وعلى الأفكار المبتكرة والمبادرات الجادة التي طرحتها باستمرار.

سيداتي وسادتي،

على مدار العامين الماضيين، تشرفتُ برئاسة اللجنة التوجيهية للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. وأود أن أؤكد لكم أنني، بعد هذه الفترة، على قناعة تامة بأن أفريقيا التي ننشدها ليست حلمًا، بل واقعًا ملموسًا، رغم التحديات والأزمات العديدة التي تواجهها القارة، داخليًا وخارجيًا.

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من كل الظروف الصعبة، فقد تمكنت العديد من البلدان الأفريقية من تحقيق معدلات نمو أعلى من المتوسط العالمي وأحرزت تقدما كبيرا في معالجة التحديات، بدءا من تطوير أنظمة الصحة والتعليم، وجذب الصناعات الرئيسية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز التجارة البينية الإقليمية والتقدم في تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية.

وتؤكد هذه النجاحات على ضرورة مواصلة العمل معًا لتعزيز جهود التنمية في القارة، ومتابعة مطالبنا المشروعة، والدفاع عن مواقفنا المشتركة في المحافل الدولية.

سيداتي وسادتي،

وخلال رئاستها للجنة التوجيهية للنيباد، عملت مصر على تنفيذ أولويات محددة، وساهمت في تسريع تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، وإيجاد حلول مستدامة لمشاكلنا من خلال تبني نهج شامل يهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمات والتحديات.

وفي هذا السياق، أود أن أسلط الضوء على بعض النتائج الملموسة التي حققتها الوكالة خلال الفترة الماضية – تحت إشراف وتوجيه اللجنة التوجيهية – بالشراكة مع الدول الأعضاء والتكتلات الاقتصادية الإقليمية:

أولاً، تناولت اللجنة التوجيهية، بالتعاون مع أمانة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، بجدية مسألة فجوة التمويل. وعلى مدار العامين الماضيين، عملت اللجنة جاهدةً لإنجاز دراسة الجدوى لإنشاء صندوق تنمية الوكالة. ويتماشى ذلك مع تكليفات القمم الأفريقية المتعاقبة، ويستند إلى قناعة راسخة بأهمية وضع أطر وأدوات لتعبئة التمويل من أجل التنمية في القارة، في ظل الانخفاض الحاد في تدفق المساعدات لأسباب مختلفة. ولذلك، أتطلع إلى أن تُنهي الهيئات المعنية في الاتحاد الأفريقي مناقشة دراسة الجدوى، وأن تُقرّها في أقرب وقت ممكن، ليتمكن الصندوق من أداء دوره المنشود في تعبئة التمويل وتشجيع الاستثمار في أفريقيا.

ثانيًا، كثّفت الوكالة جهودها لتنفيذ الخطة العشرية الثانية لأجندة 2063، وسرّعت جهود تحديد وتعبئة التمويل لمشاريع البنية التحتية في إطار البرنامج الرئاسي للبنية التحتية، الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار أمريكي. كما عززت التنفيذ السريع لممرات البنية التحتية الخضراء، والخطة الرئيسية للطاقة القارية، والسياسة الزراعية الأفريقية المشتركة. وتهدف جميع هذه التدابير إلى تعزيز جهود التكامل الإقليمي والقاري.

ثالثًا، واصلت الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، تحت إشراف اللجنة التوجيهية، جهودها الجديرة بالثناء للاستثمار في الموارد البشرية وإطلاق مبادرات في مجالي التعليم والصحة. ومن بين النجاحات التي تحققت خلال الأشهر الأخيرة تأمين 100 مليون دولار أمريكي لمبادرة المنح السكانية الأفريقية، التي تُفيد بلداننا الآن في تحسين خدمات الصحة الإنجابية. وتحقق الأمر نفسه بتخصيص 100 مليون يورو لدعم مشاريع في إطار مبادرة المهارات الأفريقية. وتساهم هذه المشاريع في بناء القدرات البشرية والتقنية، إلى جانب استثمارات مكثفة في التحول الرقمي، بهدف توفير ملايين فرص العمل لشبابنا.

رابعًا، في ضوء التهديد الذي يشكله تغير المناخ، سارعت اللجنة التوجيهية، بالتعاون مع أمانة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، إلى إنشاء مركز التميز التابع للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا. ونتطلع جميعًا إلى افتتاحه وبدء عملياته في القاهرة. سيعزز هذا المركز أدواتنا لمواجهة هذا التهديد الوجودي الذي يهدد شعوبنا وقارتنا.

خامساً، إن تحقيق هذه النجاحات يتطلب رؤية واضحة وبنية مرنة تستجيب للتحديات وتستغل الفرص.

ولذلك، وبناء على طلب البلدان وبما يتماشى مع أولوياتها، كان تنشيط حضور الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا في البلدان الأفريقية على قائمة المبادرات التي وضعتها الأمانة العامة والتي دعمتها شخصيا.

ولهذا السبب، أشعر بالفخر عندما ألاحظ، يوما بعد يوم، الحضور المتزايد لمكاتب الوكالة في مختلف أنحاء القارة.

السادة رؤساء الدول والحكومات،

الأمثلة المذكورة أعلاه تُبيّن ما تحقق خلال العامين الماضيين بفضل جهود فريق نيباد برعاية اللجنة التوجيهية. وهي تُشجعنا على الإيمان بقدراتنا والثقة بمستقبلنا.

فلنستخدم اجتماعنا اليوم لتجديد التزامنا ووعدنا بتعزيز أجندتنا الأفريقية ودعم دور وأنشطة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، وبالتالي تجديد أمل شعوبنا في حقها العادل في السلام والتنمية.

شكراً جزيلاً.

 


شارك