“مدبولي يكشف عن خطة سرية لتحسين حوكمة الشركات الحكومية وزيادة التنافسية! اقرأ التفاصيل الآن”

منذ 6 ساعات
“مدبولي يكشف عن خطة سرية لتحسين حوكمة الشركات الحكومية وزيادة التنافسية! اقرأ التفاصيل الآن”

ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، كلمة مسجلة تم بثها خلال المؤتمر العلمي السنوي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والذي أقيم بالتعاون مع كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. عنوان المؤتمر هو “الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية في مصر: الطريق إلى النمو المستدام”.

بدأ رئيس مجلس الوزراء كلمته بالإعراب عن سعادته بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي السنوي الثاني لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وهو شراكة مرموقة بين إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في مصر ومؤسسة فكرية حكومية رائدة.

قال الدكتور مصطفى مدبولي: “ينعقد المؤتمر العلمي السنوي لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في وقت حرج عالميًا، إذ يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا في النمو الاقتصادي. وتُضعف التوترات التجارية المتصاعدة ومستويات غير مسبوقة من عدم اليقين السياسي قدرة الحكومات حول العالم على مواجهة هذه التحديات المعقدة. وأشار إلى أن النظام الاقتصادي العالمي الذي عملت الدول بموجبه على مدى الثمانين عامًا الماضية، والقائم على مبادئ التعاون الاقتصادي والتعددية الدولية، يخضع حاليًا لإعادة تصميم. وهذا يُبشر بدخول الاقتصاد العالمي في حقبة جديدة، لا تزال عواقبها الاقتصادية غير واضحة”.

وأضاف: “لعلكم تابعتم نتائج الاجتماعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقدت في واشنطن نهاية أبريل/نيسان من العام الماضي، وكذلك المناقشات العديدة بين الخبراء الاقتصاديين، والتي أشارت إلى عدد من التوقعات والمؤشرات المهمة بشأن تطور الاقتصاد العالمي في الفترة المقبلة والتي يجب أخذها في الاعتبار”.

وفي هذا السياق، ذكر رئيس الوزراء عدداً من هذه المؤشرات، منها: الانخفاض التراكمي لتوقعات صندوق النقد الدولي للنمو الاقتصادي العالمي بنحو 0.8 نقطة مئوية مقارنة بتوقعاته السابقة في يناير/كانون الثاني 2025، إلى 2.8% هذا العام و3.0% العام المقبل. هناك عدة أسباب لذلك، ولكن الأهم من ذلك هو التأثيرات المحتملة للحرب التجارية العالمية.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى مؤشر آخر يتعلق بالتباطؤ المتوقع في النمو في الدول الناشئة والنامية. ومن المتوقع أن تتباطأ معدلات النمو لهذه المجموعة إلى 3.7% في عام 2025 و3.9% في عام 2026، مع خفض الجدارة الائتمانية للدول الأكثر تضرراً من التدابير التجارية الأخيرة بشكل كبير. وعلاوة على ذلك، يتوقع المستثمرون بشكل متزايد أن تقوم البنوك المركزية في الأسواق الناشئة بتخفيف سياستها النقدية. ومن شأن هذا أن يؤدي إلى زيادة تدفقات رأس المال إلى الخارج وإجبار اقتصادات هذه البلدان، التي تواجه بالفعل أعلى تكاليف تمويل حقيقية منذ عقد من الزمان، على إعادة تمويل ديونها وميزانياتها العامة بتكاليف أعلى.

وفي الوقت نفسه، أثناء مناقشة التوقعات والمؤشرات الرئيسية فيما يتعلق بآفاق الاقتصاد العالمي، أشار رئيس الوزراء إلى أن السياسة المالية تواجه الآن مقايضة أكثر حدة بين خفض الديون، وخلق مساحة مالية للتعامل مع حالة عدم اليقين، وامتصاص ضغوط الإنفاق. وأوضح أن كل هذا يحدث في ظل ضعف آفاق النمو وارتفاع تكاليف التمويل وتزايد المخاطر.

ومن بين المؤشرات التي عرضها الدكتور مصطفى مدبولي، توقع زيادة الدين الحكومي العالمي بنحو 2.8 نقطة مئوية أخرى من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025، ليصل إلى ما يقرب من 100% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية العقد الحالي، متجاوزاً بذلك ذروة الجائحة. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يرتفع دين أكثر من ثلث جميع دول العالم في عام 2025 مقارنة بعام 2024. وتمثل هذه الاقتصادات مجتمعة حوالي 75% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتشمل لاعبين رئيسيين مثل الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى أستراليا والبرازيل وفرنسا وألمانيا وإندونيسيا وإيطاليا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة.

وفي كلمته، قارن رئيس الوزراء هذه الاتجاهات الاقتصادية المستقبلية المتوقعة مع حالة الاقتصاد المصري في ظل هذا الوضع الاقتصادي العالمي الحرج. وأوضح أنه في حين تم خفض توقعات النمو الاقتصادي للعديد من الدول النامية والناشئة، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري إلى 3.8% هذا العام و4.2% العام المقبل، وتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.5% في عام 2030.

وأضاف: “بينما تأثرت العديد من الأسواق الناشئة بتقلبات الأسواق المالية العالمية وأسعار الأصول في أعقاب عيد التحرير وإعلان الولايات المتحدة عن توقع رفع التعريفات الجمركية إلى أعلى مستوى لها منذ قرن، وتأثر عدد من الاقتصادات الناشئة بهذه التقلبات وخروج رأس المال الأجنبي، حافظت مصر على سياسة سعر الصرف المرنة في مواجهة هذه التقلبات، مما كان له تأثير إيجابي على سوق الصرف الأجنبي”.

 

وفي هذا الصدد، أضاف رئيس الوزراء: “في حين تشير التوقعات الدولية إلى زيادة نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في ثلث دول العالم، تسعى مصر إلى خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي والوصول بها إلى مستوى أكثر استدامة يبلغ نحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية السنة المالية 2026/2027 من خلال تنفيذ إصلاحات مالية جادة على جانبي الموازنة، وخاصة إدخال إصلاحات ضريبية تهدف إلى توسيع القاعدة الضريبية وتبسيط الإجراءات الضريبية على دافعي الضرائب”.

 

وأوضح أن هذه الإصلاحات ساهمت في زيادة الإيرادات الضريبية بنسبة 38% خلال الأشهر التسعة الماضية، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات. ورغم انخفاض إيرادات قناة السويس، فقد تم تحقيق فائض أولي بلغ 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وفي كلمته، قال الدكتور مصطفى مدبولي: “إن الحكومة المصرية تدرك جيداً أن تحسين جودة النمو الاقتصادي لا يقل أهمية عن تسريع النمو الاقتصادي”. إن تحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمتوازن والمستدام والعادل هو الهدف الأساسي للحكومة المصرية. وهذا ما ورد أيضًا في برنامج عملها للفترة (2024/2025–2027/2026) تحت عنوان “معًا نبني مستقبلًا مستدامًا”. ولن يتحقق ذلك إلا بمواصلة عملية الإصلاح الاقتصادي التي بدأتها مصر عام 2016. وينطبق هذا بشكل خاص على مواصلة البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي وما يتضمنه من إصلاحات هيكلية ومؤسسية هامة لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.

 

وأكد أنه من المهم في هذا السياق تسليط الضوء على مميزات نهج الإصلاح الاقتصادي الذي تنوي مصر اتباعه حاليا ومستقبلا. ويتضمن ذلك التركيز على دعم وتعزيز القطاع الخاص وتحسين بيئة الأعمال. وخلال الفترة (2022-2024)، أقرت الحكومة المصرية ما يقرب من 500 إصلاح لدعم القطاع الخاص في ستة محاور رئيسية، تركز نحو 64% منها على تشجيع الاستثمار وتعزيز القطاع الصناعي. وساهمت هذه الإصلاحات المتنوعة في زيادة مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الاستثمارات المنفذة إلى 43% في عام 2023/2024. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى نحو 50% في السنة المالية الحالية 2024/2025.

 

وبالإضافة إلى تنفيذ التزامات مصر بموجب وثيقة سياسة أصول الدولة، التي يقول البنك الدولي إنها الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ينصب التركيز على دعم القطاع الخاص وإدارة الأصول المملوكة للدولة. وتم اتخاذ قرارات فعّالة تساهم في حوكمة الشركات المملوكة للدولة وزيادة قدرتها التنافسية. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة المصرية، بدعم فني من مؤسسة التمويل الدولية، على مواصلة تنفيذ برنامج إصدارها، مع التركيز على عدد من القطاعات الاستراتيجية الجاذبة للمستثمرين.

 

وأشار رئيس الوزراء أيضاً إلى دعم عدد من التكتلات والمؤسسات الدولية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري. وينطبق هذا على تنفيذ الإصلاحات المضمنة في التسهيل الممتد لصندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار أمريكي على مدى 46 شهرًا، وعلى الإصلاحات التي يجري تنفيذها كجزء من الشراكة الاستراتيجية بين مصر والمفوضية الأوروبية في إطار حزمة الدعم الأوروبية بقيمة 7.4 مليار يورو حتى عام 2027. والهدف هو تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وضمان بيئة اقتصادية مستقرة وجذابة للاستثمار، وتشجيع الاستثمار والتجارة.

 

وتابع: “هذا بالإضافة إلى جهود الحكومة المصرية لتعزيز أنظمة الضمان الاجتماعي لدعم الفئات الضعيفة وتخفيف آثار الإصلاح الاقتصادي عليها من خلال تطبيق العديد من الإجراءات والبرامج التي تستهدف الفئات الضعيفة على وجه التحديد”. ولا يوجد دليل أوضح على ذلك من زيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية بنسبة 16.8% ليصل إلى 742.5 مليار جنيه مصري في السنة المالية 2025/2026، وزيادة تمويل برنامج تكافل وكرامة بنسبة 35% ليصل إلى 54 مليار جنيه مصري في العام نفسه.

 

وأخيرا، يرى الدكتور مصطفى مدبولي أن صياغة برامج الإصلاح الاقتصادي في إطار تشاركي يجمع كل الأطراف المعنية ويشركهم في فلسفة تنفيذ هذه الإصلاحات، مما يساهم في زيادة كفاءة الإصلاحات التي يتم تنفيذها. ولعل أبرز مثال على ذلك هو الإصلاحات المالية الأخيرة التي أجرتها وزارة المالية المصرية، والتي تهدف إلى تحسين كفاءة الضرائب وعدالتها وتوسيع القاعدة الضريبية. لقد نجحنا في إيصال هذه الإصلاحات إلى مستوى المواطن العادي وكسب تأييده. علاوة على ذلك، ينصب التركيز على تنمية الإنسان المصري، وهو الهدف النهائي لكل الإصلاحات التي تنفذها الدولة المصرية. وفي هذا الإطار تتبنى الحكومة المصرية برامج واستراتيجيات لدعم قطاعي التعليم والصحة وتحسين مستويات المعيشة. ويأتي ذلك في إطار برنامج عمل شامل للحكومة المصرية يتضمن 16 برنامجاً رئيسياً ونحو 33 برنامجاً فرعياً.

 

وفي كلمته أشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه في ضوء ما تقدم فإن جلسات المؤتمر والأوراق البحثية المتنوعة التي ستناقش فيه ستساهم في دعم الدولة المصرية في مسيرتها نحو تنفيذ سياسات اقتصادية قادرة على التغلب على التحديات والاختلالات التي تواجه الاقتصاد المصري وتؤدي إلى سياسات اقتصادية أكثر فعالية وكفاءة. بهدف دعم مسيرة النهضة الاقتصادية في بلدنا الحبيب مصر.

 

واختتم الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بتقديم خالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على تنظيم هذا المؤتمر، وعلى رأسهم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكذلك لجميع المشاركين. وتمنى النجاح للمؤتمر، وأكد أن الحكومة المصرية تتطلع إلى التوصيات التي سيخرج بها هذا المؤتمر لاتخاذ القرارات اللازمة.


شارك