الجامعة العربية: عالم اليوم يشهد تحولات جذرية وتحديات ملحة تمس جوهر بنية النظام الدولي الراهن
أكد السفير أحمد رشيد خطابي، نائب الأمين العام ورئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، أن عالم اليوم يشهد حقائق وتغيرات جذرية ومعقدة على المستويات الجيوسياسية والاقتصادية والفكري والإعلامي والتكنولوجي، مع ضرورة ملحة فهي تمثل تحديات محلية ذات امتدادات إقليمية وعالمية تمس جوهر بنية النظام الدولي الحالي.
جاء ذلك في كلمة السفير أحمد رشيد خطابي خلال الاجتماع الأول للجمعية العربية الصينية للمؤسسات الفكرية الذي عقد في مدينة شنغهاي بجمهورية الصين الشعبية. وقال الخطابي إن هذه الجمعية تأسست كآلية لتحسين التواصل بين المؤسسات الفكرية والثقافية العربية والصينية تنفيذا لمتطلبات مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية ووزارة خارجية جمهورية الصين بتاريخ 14 يناير 2024 في مقر الجامعة العربية بالقاهرة في إطار تعليمات تعزيز علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية والتعاون الشامل بين الجانبين.
وأشار إلى أن العلاقات الممتدة منذ قرون والتي تظل فيها كتابات الرحالة والجغرافيين العرب والصينيين ومساهماتهم الفكرية القيمة مثل ابن بطوطة ووانغ دا يوان دليلا على تفاعل ثقافي فريد عبر طريق الحرير القديم بتأثيراته المؤثرة. ومساهمته الكبيرة في بناء الحضارة الإنسانية في مختلف مجالات العمران والفكر والمعرفة.
وأضاف الخطابي: «لدينا اليوم إرادة قوية لمواصلة تطوير وإثراء هذا التلاقح الثقافي، والاستفادة من هذه الجمعية بمؤسساتها الفكرية المتميزة وكفاءاتها العلمية الرفيعة المستوى، كقوة دافعة ومعززة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين». ثانياً “الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية في إطار منتدى التعاون العربي الصيني الذي يحمل عدة أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية”.
وتابع قائلا: “إننا نتطلع بكل ثقة وطموح إلى أن تكون هذه الجمعية منصة حقيقية للتواصل بين النخب الفكرية العربية والصينية وإطارا واسعا لتبادل التصورات والأفكار حول قضايا واهتمامات شعوبنا المعنية” التقدم والتطور وإتقان المهام التنموية التي لا يمكن تحقيقها دون ثقافة الابتكار والانفتاح والتفاعل مع المكون الثقافي».
وأوضح أنه في هذا الصدد يمكن للاتحاد العربي الصيني للمؤسسات الفكرية أن يلعب دورا حاسما في دعم صناع القرار في صياغة سياسات ثقافية فعالة تعزز الاستثمارات الفكرية المشتركة وتقترح مقاربات مستقبلية تساهم في مواصلة تطوير التعاون الثقافي والفكري. مع أهداف التنمية المستدامة والرؤى التنموية العربية والصينية.
ونوه بالدور المنوط بهذه المنصة للقيام بالأبحاث والدراسات الأكاديمية، وتنمية الحوار بين الثقافات والحضارات، وإبراز تنوعها وتعددها، وتعزيز مبادئ التعايش السلمي والتضامن والاحترام المتبادل في إطار أحكامه. وقواعد نشر القانون الدولي.
وقال الخطابي مخاطبا المشاركين في اللقاء: “إنكم تعلنون رسالة نبيلة تهدف إلى بناء جسور التواصل والمعرفة على طريق تطوير العلاقات التاريخية بين العالم العربي والصين، وتحقيق المنافع المشتركة ومساحات للنقاش والمشاريع الثقافية”. وتعزيز قنوات الحوار التي تتيح تبادلاً أعمق وبنّاء للمعرفة المتخصصة والخبرات الفكرية.
وأشار إلى أن الاجتماع الأول للجمعية العربية الصينية للمؤسسات الفكرية هو بداية رحلة طويلة وناجحة لتعزيز علاقاتنا الثقافية بروح التعاون والسعي لتقديم مساهمات قيمة تعود بالنفع على بعضنا البعض، وأشاد بالتبادل. وبرامج في المجالين الثقافي واللغوي، خاصة من خلال معاهد كونفوشيوس، وإنشاء أقسام اللغة الصينية في الجامعات والمعاهد العربية، فضلاً عن تكثيف إيفاد الوفود الطلابية الجامعية من الجانبين.
وأكد أن الجامعة العربية التي كانت أول من شارك في مبادرة الحزام والطريق، انعكست في إنجاز المشاريع الهيكلية ووحدات الإنتاج والتطوير، فضلا عن زيادة قيمة التبادلات التجارية التي وصلت إلى نحو 400 مليار دولار سنويا 2023، بعد أن لم تتجاوز 36.4 مليار دولار عام 2004، يؤكد ضرورة مواصلة الجهود للنهوض ببعد الدعم الثقافي لهذه المبادرة الاستراتيجية، بما يدفع جهود التنمية ويساهم في ترسيخ الاستقرار والأمن في بلادنا. المناطق والعالم.
ورحب باختيار الموضوع الثالث الذي ستناقشه الجمعية والذي يتعلق بتعزيز وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الحل الشامل والعادل والدائم للقضية الفلسطينية، “حتى يتمكن من تسليط الضوء على شرعية هذه القضية … يشيد بموقف جمهورية الصين الشعبية الداعم والثابت تجاه الشعب الفلسطيني لتجسيد دولته القومية المستقلة وعاصمتها وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ورؤية فلسطين. حل الدولتين في إطار شرق أوسط آمن ومستقر.
وجدد إدانة الجامعة العربية للتصعيد الإسرائيلي المتزايد ضد لبنان والذي يهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة. وإذ نؤكد من جديد تضامننا الكامل مع لبنان، فإن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا العدوان. وتابع الخطابي: «بعقد هذا اللقاء تبدأ رحلتنا الواعدة في بناء مستقبل جماعي يعكس الإرادة المتجددة لتسخير القيم الثقافية للحضارتين العربية والصينية والعمل معًا لإثراء مكونات شراكتنا المثالية». مستوحاة من المكاسب والفرص التي توفرها، والتي تميزت عام 2022 بانعقاد القمة العربية الصينية الأولى في الرياض. تعقد الجلسة الوزارية العاشرة لمنتدى التعاون بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من القادة العرب، تزامنا مع إحياء الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى.
وأعرب عن رغبته في إضافة المزيد من الديناميكية والعمل الهادف لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية وتضامننا المتبادل بشأن قضايانا الأساسية في إطار احترام سيادة ووحدة الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.