الصحافة العربية تدخل عصر الميتافيرس.. دراسة مونيكا عياد تفتح آفاقاً جديدة

منذ 2 شهور
الصحافة العربية تدخل عصر الميتافيرس.. دراسة مونيكا عياد تفتح آفاقاً جديدة

في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي بشكل مذهل، حاولت العديد من الصناعات، بما في ذلك مجال الصحافة، مؤخرًا إجراء دراسة استشرافية رائدة من قبل الصحفيين والباحثين حول مستقبل الصحافة في عالم المتحولين مونيكا عياد، الأمين العام عضو لجنة النقابة بجريدة الوفد حيث حصلت على الماجستير بمرتبة الشرف. تعتبر أطروحتها من أولى الدراسات من نوعها في مجال الصحافة والميتافيرس، وتناولت “اتجاهات المتصلين نحو آليات استخدام تطبيقات الماورائيات في غرف الأخبار العربية”، والتي قادتها د. فوزي عبد الرحمن الزعبلاوي، أستاذ الصحافة المساعد بمعهد البحوث والدراسات الإعلامية.

وتكونت لجنة المناقشة من د. ريم أحمد عادل أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والإعلامي د. محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ المصري، عن موضوع الدراسة التي تعتبر من الدراسات الاستطلاعية الاستطلاعية حول استخدام المترجمات في غرف الأخبار العربية. وأكدوا أهمية الرسالة في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة على المستوى العالمي والنقص النسبي في الدراسات الإعلامية المصرية والعربية في هذا المجال.

وسلطت عياد الضوء في دراستها على الفرص والتحديات التي يجلبها هذا العالم الافتراضي الجديد لصناعة الأخبار. توفر هذه الدراسة رؤى قيمة حول كيفية استفادة الصحافة من تقنيات metaverse لتحسين تجربة القارئ وتوسيع نطاق وصولها وإثراء محتواها الإخباري.

تسلط الدراسة الضوء على العديد من التطبيقات الممكنة للميتافيرس في مجال الصحافة، بما في ذلك القصص التفاعلية. يمكن للصحفيين إنشاء قصص إخبارية تفاعلية تسمح للقراء باستكشاف الأحداث من زوايا مختلفة واتخاذ القرارات التي تؤثر على مسار القصة. ويمكن للصحفيين أيضًا نقل قرائهم مباشرة إلى الأماكن، مما يوفر لهم تجربة غامرة تشبه الواقع. بالإضافة إلى ذلك، هناك فرصة لاستخدام metaverse كأداة تعليمية لتعليم الصحفيين مهارات جديدة ومواكبة التطورات التكنولوجية.

ومع ذلك، تحذر الدراسة أيضًا من التحديات التي يفرضها Metaverse على الصحافة، بما في ذلك التكاليف المرتفعة والفجوة الرقمية، حيث لا يتمكن جميع القراء من الوصول إلى تقنيات Metaverse، مما قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة الرقمية.

وشارك في المناقشة عدد من الشخصيات العامة ومن بينهم د. محمد كمال، مدير معهد البحوث والدراسات العربية، واللواء د. أحمد عبد المجيد المدير العام التنفيذي لبيوت الشباب المصرية بوزارة الشباب والرياضة، وعدد من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين وهم حسين الزناتي رئيس تحرير مجلة علاء الدين، وأيمن الماجد. ورئيسة تحرير روزا اليوسف، ودعاء النجار رئيسة اللجنة النسائية النقابية، ومن صندوق التضامن النقابي الزميلين حماد الرمحي وعاطف مكرم، بالإضافة إلى عدد من الزملاء في العمال. اللجنة النقابية لجريدة الوفد برئاسة د. محمد عادل.

وأظهرت الدراسة أن بعض الدول العربية دخلت قسراً إلى عالم الميتافيرس، مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتين أعلنتا عن خطط لضخ المليارات في هذا الاتجاه. وفي مصر، ظهر ميتافيرس رسميًا لأول مرة في معرض القاهرة للكتاب في فبراير 2022، بالإضافة إلى إنشاء أول مدينة مصرية على ميتافيرس تسمى “ميتا توت” من قبل شركة توتيرا المصرية في أواخر عام 2022.

وأشار الباحث إلى أن مشكلة الدراسة تتمثل في أن الصحافة تواجه العديد من التحديات في هذا الوقت. ويشمل ذلك تحرك المعلنين نحو أسواق أكثر جاذبية وتفاعلية، فضلاً عن تحول الجماهير إلى الشبكات الاجتماعية وبيئات الواقع الافتراضي. ولذلك فإن هناك حاجة ملحة لتطوير الصحافة المطبوعة والرقمية بما يتماشى مع لغة العصر والجيل الخامس من التكنولوجيا.

وقال الباحث إن تدريب الصحفيين على وسائط Metaverse أصبح ضروريا نظرا للتطور السريع الذي يشهده العالم، وبالتوازي مع التوقعات العالمية بأن يصل عدد مستخدمي Metaverse على مستوى العالم إلى 5 مليارات وسيصل حجم الاستثمار إلى 30 تريليونات الدولارات. بحلول عام 2030. وقد بدأ التحول إلى العالم الافتراضي منذ بضع سنوات. ومن الدول العربية، على سبيل المثال، افتتحت “ميتا” أول أكاديمية ميتافيرس في الشرق الأوسط، في المملكة العربية السعودية.

وأوصت الدراسة بضرورة التعاون بين المؤسسات الصحفية لإنشاء مختبرات ميتافيرس، ودعت الدولة إلى التحول السريع من استراتيجية التحول الرقمي إلى التحول الافتراضي وتنظيم حملات توعية عامة حول كيفية الدخول إلى عوالم ميتافيرس. كما أوصت بتخفيض التعرفة على الأجهزة والأدوات التقنية، وإنشاء أقسام خاصة للمطورين والمبرمجين في المعاهد الصحفية لمواكبة التطورات التكنولوجية، وأن تعتني المعاهد الصحفية بالتعامل مع التطبيقات والأدوات والأجهزة. تجهيز ما يلزم لدخول عالم التطور التكنولوجي، سواء كان ذلك في مجال الذكاء الاصطناعي أو الفيروسات الميتا.

وتمثل الدراسة مساهمة قيمة في فهم مستقبل الصحافة في عصر التحول. وتسلط الدراسة الضوء على الإمكانات الهائلة لهذا العالم الافتراضي، ولكنها تحذر أيضًا من التحديات التي يجب مواجهتها. تتطلب الصحافة الناجحة في العالم الاستراتيجي استراتيجيات مبتكرة واستثمارات كبيرة وتعاونًا وثيقًا بين الصحفيين ومطوري التكنولوجيا والمنظمين. لكي تظل الصحافة نابضة بالحياة وفعالة في العصر الرقمي، من الضروري مواكبة هذا التطور التكنولوجي السريع.

 


شارك