أبو الغيط يلقي باللوم على شلل الأمم المتحدة ويدعو لمحاسبة إسرائيل

منذ 2 شهور
أبو الغيط يلقي باللوم على شلل الأمم المتحدة ويدعو لمحاسبة إسرائيل

وسط مخاوف متزايدة من تصاعد الأزمات في المنطقة العربية، بين الحرب الدائرة في غزة ولبنان، والوضع المتوتر في السودان واليمن، ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خطابا شديد اللهجة أمام الأمم المتحدة الأمم المتحدة، حذر فيها من تصاعد العنف في المنطقة العربية وعواقبه الكارثية، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر غير المنضبط يهدد بتحويل الصراع إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.

وأشار أبو الغيط إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان واليمن، ملقيا باللوم على غياب الحلول السياسية وتراجع دور الأمم المتحدة في الوساطة. ويمثل خطابه نداء عاجلا للمجتمع الدولي للتدخل الفوري لمنع وقوع كارثة إنسانية، ومحاسبة القادة الإسرائيليين على جرائمهم الماضية، ومنعهم من التصعيد إلى حرب إقليمية.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها د. عقد روبرت جولوب رئيس وزراء جمهورية سلوفينيا والأمين العام أنطونيو جوتيريش. وقال أبو الغيط بحزم: “إن مجلس الأمم المتحدة أمام مهمة تاريخية إذا لم تتم محاسبة قادة قوة الاحتلال الإسرائيلي ولم يمارسوا ضغوطا حقيقية لوقف اندفاعاتهم المتهورة لتحقيق مصالحهم السياسية الداخلية” على حساب الشعب. “

وقال أبو الغيط: إن هذه الفترة تعكس أزمة الثقة الكبرى التي يعاني منها النظام الدولي المتعدد الأطراف التابع للأمم المتحدة. “لقد شهدنا حالة من الشلل والعجز التام عن التعامل مع الصراعات الخطيرة التي كانت لها تكاليف إنسانية هائلة وآثارها تتجاوز المنطقة العربية.”

وتابع: “إن مصداقية هذا المجلس على المحك، ولا يوجد حدث في عالمنا يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين أكثر مما نواجهه اليوم في فلسطين ولبنان، ولا توجد جريمة ضد الأمم المتحدة”. المجتمع الدولي.” إن القانون والقانون الدولي الإنساني أكثر خطورة مما نشهده اليوم في فلسطين ولبنان”.

وأعرب أبو الغيط عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، مؤكدا أن استمرار هذه الهجمات دون محاسبة يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن في المنطقة. وقال أبو الغيط: “منطقتنا على مفترق طرق خطير.. فإما أن يتوقف هذا التصعيد الإجرامي الذي تمارسه إسرائيل.. وإما أن تتسع دائرة النار والدمار.. وتخرج الأمور عن السيطرة”.

وأكد الأمين العام أن الصراع لم يبدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما أرادت إسرائيل إقناع العالم، وأن 7 تشرين الأول/أكتوبر لم يأت من فراغ، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة بشكل صحيح وواضح لا ينهض فقط دفاعاً عن الفلسطينيين واللبنانيين الذين يفقدون أرواحهم كل يوم، من أطفال ونساء ومدنيين، بل أيضاً دفاعاً عن كل معنى تمثله وتفترضه وتحافظ عليه هذه المنظمة الدولية، ونظام الأمن الجماعي الذي هو الأساس. جوهر وجودها وأساس عملهم ورسالتهم.

وأوضح أبو الغيط أن لا أحد في المنطقة العربية يريد حربا إقليمية، لافتا إلى أن الإفراط في القوة وقتل المدنيين لن يحل الأزمة ولن يجلب الأمن لأحد. ودعا أبو الغيط إلى معالجة السبب الجذري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو فشل الفلسطينيين في تحقيق دولة مستقلة. وقال: “لا حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا بمعالجة جذوره، وهي فشل الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة تحقق آمالهم وتطلعاتهم إلى الاستقلال وتقرير المصير…الاحتلال”. “هو أصل المشكلة.. تقليص الطاقم هو بداية الحل”.

وانتقد أبو الغيط عدم وجود دور فعال للأمم المتحدة في حل الصراعات بالمنطقة، مشيرا إلى الأزمات الإنسانية الكارثية في السودان واليمن. ودعا إلى ضخ روح جديدة في عمل مبعوثي الأمم المتحدة والعمل مع الجامعة العربية لإيجاد حلول سياسية فعالة. وقال: “إن العواقب الإنسانية الخطيرة لهذه الصراعات ما هي إلا انعكاس لعدم التوصل إلى حل سياسي وإصرار الأطراف على المواقف المتطرفة”.

وأكد أن السودان واليمن يعانيان من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم بسبب الحروب المشتعلة والصراعات المستمرة، فيما يتضاءل دور الأمم المتحدة في الوساطة وإيجاد الحلول السياسية اللازمة وأن الشعوب هي التي تتحمل العبء الأكبر. ويدفعون ثمن استمرار الصراعات بدماء أبنائهم ومستقبلهم.

 

واختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أن هذه اللحظة تتطلب الاهتمام، وحذر من تفويت فرصة نادرة لوقف الانزلاق إلى الكارثة التي لن تتوقف عند حدود المنطقة العربية. ودعا مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العدوان الإسرائيلي وحل الصراعات في المنطقة بالوسائل السلمية.

تحذيرات عربية روسية

وتعقد الجامعة العربية على هامش الاجتماع اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الدوليين أبرزها لقاء الأمين العام أحمد أبو الغيط مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومشاركة نائب الأمين العام حسام زكي في اجتماعات الأمم المتحدة بشأن السودان. ويسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه هذه الجهود، والتي تتطلب تعاونا دوليا عاجلا لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في كلا البلدين.

 

وأطلع أبو الغيط لافروف على جهود المجموعة الوزارية العربية الإسلامية المعنية بالحرب على غزة والهادفة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وتنفيذ حل الدولتين. كما بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات العربية الروسية في إطار التعاون القائم بين الجانبين، والذي من المتوقع أن يتوج بعقد قمة عربية روسية قريبا. كما استمع أبو الغيط إلى رؤية لافروف بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا وأبدى رغبته في التوصل إلى حل سياسي لهذا الصراع.

كما التقى أبو الغيط برئيس المجلس الرئاسي الليبي ووزير خارجية سلوفينيا، حيث بحثا القضايا الإقليمية والدولية. وأعرب عن أمله في أن تقوم سلوفينيا بدور داعم في القضايا العربية خلال فترة رئاسته، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر. كما ناقش الطرفان سبل تحسين التعاون لدعم القضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل، حضر السفير حسام زكي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية اجتماعات على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة حول السودان. وحضر زكي اجتماعا حول المساعدات الإنسانية في السودان وسلط الضوء على الوضع الإنساني المتدهور والمجاعة التي تلوح في الأفق وانعدام الأمن الغذائي ونقص الأدوية المنقذة للحياة. وطالب زكي بتقديم دعم مالي عاجل لتمويل الخطط المنسقة لتقديم المساعدات الغذائية واستعادة سبل العيش وإنقاذ الموسم الزراعي.

كما شارك زكي في اجتماع رفيع المستوى لدعم السلام في السودان، مؤكداً ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية وإنشاء آليات لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومنع تدفق الأسلحة. وأعرب زكي عن استعداد الجامعة العربية للتنسيق والتعاون لإنهاء حالة الحرب الأهلية والحفاظ على مؤسسات البلاد ودعم استعادة السلام والأمن في السودان.

 

 


شارك