«المرض الغامض» يتفاقم فى أسوان
المحافظ يشرب ماء الصنبور وسط قلق شعبي متزايد
ولا تزال أزمة المرض الغامض تسيطر على أسوان وتنتشر ببطء إلى القاهرة. ونظرا لاختلاف الادعاءات وتقسيمها بين تلوث مياه الشرب والإصابة بالكوليرا، حرص اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على شرب كوب ماء من “الحنفية” بمجمع مدارس أبو الريش بحري للتعليم الأساسي، بؤرة المرض الغامض.واطلع كمال على سير العملية التعليمية في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، وقام بزيارة مجمع مدارس أبو الريش، مشيدا بالتزام أولياء الأمور بانتظام أبنائهم في المدارس.كما أكد المحافظ على شرب أكثر من أسرة لمياه الصنبور، باستثناء المياه المعبأة، وذلك ضمن رسالة رسمية تؤكد سلامة مياه الشرب. وتمثل قرية أبو الريش، إلى جانب قرى أخرى، مصدر قلق إذ يعاني العشرات من سكانها من “مرض غامض” تشمل أعراضه الإسهال والقيء والغثيان وارتفاع في درجة الحرارة. وامتلئت مستشفيات أسوان بالمرضى بعد 12 يوما من الإصابة، في حالة من الذعر والخوف خوفا من انتشار “المرض الغامض”.وعلم “الوفد” أن معظم مستشفيات المحافظة ممتلئة، بينها مستشفى الحميات وأربعة أقسام بمستشفى الصداقة التخصصي، وأن جميع الحالات تأتي من قريتي أبو الريش والركبة.وقال المصدر الذي رفض نشر اسمه، إن مستشفى الصداقة التخصصي يضم 40 حالة في أربعة أقسام، موضحا أن الدخول حتى الآن 22 حالة.. وأغلب الحالات أطفال ونساء.وأضاف المصدر أن الأطفال هم الأكثر تضررا حيث تم تعليق العمليات الجراحية في مستشفى الصداقة التخصصي وهناك احتمال أن يتم عزلهم خلال الساعات القادمة.وقالت أماني مأمون، محامية أبو الريش قبلي، لـ”الوفد”: “نعاني منذ سنوات من مشاكل تلوث المياه بسبب الفلاتر التي تخدم قرى أبو الريش قبلي بعد جريان السيل الشهير في كيما”. القناة، ومياه الصرف الصحي مستمرة في التدفق، رغم أننا حصلنا على حكم من المحكمة الإدارية بوقف التصريف في النيل.. لكن الصرف الصحي لم يتوقف.وطالب مأمون المسؤولين بالشفافية وعدم الاستخفاف بأفكار الناس وعدم الكذب على أهل أبو الريش، مضيفا: “الإصابات حدثت قبل المولد النبوي وكان الناس يظنون أنها حادثة معزولة”. …ولكن مع تكرار الحالات علمنا أن السبب الرئيسي للإصابات هو تلوث المياه”.وحاول علي البدري عضو مجلس النواب امتصاص غضب الناس واحتواء الأزمة. وقال إنه لا يوجد سبب ملموس لانتشار التهابات الجهاز الهضمي بأسوان خلال الأيام الأخيرة، والتفسيرات تشير إما إلى تلوث مياه الشرب، وهو ما تأكد بعد تحليل مصادر المياه في أكثر من محطة مياه شرب في المنطقة. إما بسبب تلوث الغذاء أو العدوى الموسمية التي تنتشر عادة في أسوان في هذا الوقت.وفي القاهرة، استغل العديد من تجار التجزئة مخاوف الناس وقاموا بزيادة سعر زجاجات المياه بمقدار جنيهين، كما استغل الكثيرون الأزمة وقاموا ببيع كميات كبيرة من المياه بأسعار مرتفعة.