الاستشفاء بالرمال الساخنة في سيوة: تجربة علاجية تجمع بين الطبيعة والتراث
لم يتبقى سوى أيام قليلة على نهاية موسم الاستشفاء بالحمامات الرملية الساخنة في واحة سيوة، والذي يستمر كل عام من النصف الثاني من شهر يونيو وحتى أوائل النصف الثاني من شهر سبتمبر.
تقع واحة سيوة في قلب الصحراء الغربية في مصر، وتتلألأ مثل جوهرة نادرة حيث تلتقي الرمال الذهبية بأفق لا نهاية له. وتعتبر وجهة علاجية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والتقاليد العريقة وأصالة وكرم أهلها وحبهم للضيوف.
تقدم الواحة علاجات الحمام بالرمال الساخنة كعلاج طبيعي توارثه أهل سيوة عبر الأجيال، حيث يتوافد إليها آلاف الأشخاص من مصر والدول العربية والغربية كل عام بحثًا عن الشفاء.
ويقول الشيخ شريف السنوسي الذي يدير أحد هذه الحمامات: «إن العلاج بالرمل ورث عن أجدادنا ويفيد في علاج الرطوبة والروماتيزم وآلام المفاصل. لقد مارست هذا العلاج منذ 15 عاماً وأثبتت الدراسات العلمية فعاليته في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والغضاريف”.
وأضاف أن فريقًا من جمعية العلاج الطبيعي بالقاهرة أجرى بحثًا حول العلاج بحمام الرمل لمدة أربع سنوات وخلص إلى أنه يمكن أن يساعد في تحسين أمراض الروماتويد.
وأوضح أن الحرارة التي تتعرض لها المناطق المؤلمة تساهم في تنشيط العصب الذي يفرز المادة البروتينية بين فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى تحسن الحالة بنسبة 40 إلى 50% أو حتى أكثر حسب الحالة الفردية.
ويشاركنا مهندس القاهرة محمد السيد زين، وهو من بين المرضى الذين يترددون على الواحة للعلاج لأنه يعاني من مرض الروماتويد، تجربته: “أقوم بزيارة واحة سيوة كل عام منذ عشر سنوات للتعافي في حمامات الرمال الساخنة. .. لقد تحسنت صحتي بشكل ملحوظ ولم أتعرض لمزيد من النوبات.” خلال هذه السنوات أقوم بأخذ بعض الأصدقاء أو الأقارب الذين يعانون من أمراض معينة لتجربة العلاج بالرمال الساخنة والحمد لله النتائج إيجابية.”
وعن أهمية هذا النوع من العلاج يقول د. يقول طه الغريب، الأستاذ بمعهد الإسكندرية الصحي، والذي يتواجد أيضًا في واحة سيوة لتجديد النشاط باستخدام حمامات الرمال الساخنة: “الحمامات الرملية تجفف الجسم”، وهو أمر صحيح بشكل خاص نظرًا للمناخ الرطب الذي نعيش فيه معظم الوقت. الوقت “الحياة مهمة جدًا” والصدفية.
الاتجاهات الطبية والعلاجية
وفيما يتعلق بأهمية العلاجات البيئية والتكميلية، قال د. هاني عبد المنعم بسيوني، أستاذ جراحة العظام بجامعة بنها: “يتم استخدام العلاجات البيئية أو التكميلية منذ فترة طويلة ويجب الحكم عليها بناء على الخبرة وملاحظة حالة المريض بعد العلاج”.
وأوضح أنه لا يمكن الاعتماد فقط على هذه العلاجات دون إشراف طبي خاص، مشيرا إلى أهمية مراكز البحوث الطبية مثل قسم الطب الطبيعي بجامعة الإسكندرية وكلية العلاج الطبيعي نظرا لقربها الجغرافي من واحة سيوة تقود السلوك. دراسات متعمقة لتقييم فعالية هذه العلاجات بشكل صحيح ودقيق لتحديد مدى فائدتها العلاجية. التحذيرات التي يجب مراعاتها عند استخدامه وما هي الأمراض التي يمكن الاستفادة منه إذا كان له تأثير.
وأضاف: “أعتقد أن العلاجات التكميلية مثل: العلاجات مثل الرمل الساخن أو الملح أو الحجامة بدأت يتم بحثها من قبل بعض الجهات سواء داخل مصر أو خارجها، ومن المهم أن يتم تجميع هذه الدراسات لتقديم نتائج تفيد المريض وتزويده برأي طبي قاطع في هذا الشأن. العلاجات المبنية على الأدلة العلمية.”
وفي شرح تفاصيل العلاج يقول الشيخ عبد السلام عبد الله خبير العلاج بالرمال الساخنة في سيوة: “يبدأ العلاج بحفر حفرة أفقية في الرمال في الساعة السادسة صباحا لتمتص جرعة كبيرة من الحرارة بحلول ذلك الوقت. “”الرمال عارية تمامًا وتستمر الجلسة من 10 إلى 15 دقيقة.”
وأضاف: بعد الجلسة يستريح الشخص في خيمته الخاصة بجوار الحفرة ويشرب السوائل الدافئة مثل الحلبة واليانسون ثم يذهب إلى غرفته ويشرب عصير الليمون ويستريح لمدة ساعتين.
ويحذر الشيخ عبد السلام خبير العلاج بالرمال الساخنة من الاستحمام في أيام التعافي حيث تكون مسام الجسم مفتوحة لخروج الالتهابات والسموم. عندما يستحم الإنسان فإنه يعرض جسمه بسهولة لغزو الميكروبات وتزيد نسبة الإصابة بالعدوى في الجسم.
كما يحذر من التعرض للهواء البارد سواء بشكل طبيعي أو من خلال المراوح وتكييف الهواء. بل يجب عليك ارتداء ملابس ثقيلة، وتجنب شرب الماء البارد أو الثلج، وتجنب تناول المانجو والبطيخ لزيادة محتواهما من الأملاح.
وأضاف أن كل ذلك يساهم في تعرق الجسم بشكل أكبر وغزارة، بما يحمله من التهابات وسموم، لتنشيط الجسم وتقوية مناعته.
ويمثل العلاج بالرمال الساخنة مورداً اقتصادياً هاماً لواحة سيوة وسكانها، حيث يجذب السياح من جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى دخول المستشفيات من مصر والدول العربية.
وتبقى واحة سيوة ملاذاً للعلاج والشفاء، حيث تجتمع التقاليد والتراث مع الفوائد الصحية لتقدم تجربة علاجية فريدة تجمع بين تقاليد الأجداد وآخر ما توصلت إليه الدراسات العلمية.