الرياض وبكين.. شراكة إستراتيجية ‏وآفاق مستقبلية مشرقة

منذ 2 شهور
الرياض وبكين.. شراكة إستراتيجية ‏وآفاق مستقبلية مشرقة

وشهدت العلاقات بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية نقلة نوعية بعد توقيع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وكذلك توقيع ولي العهد ووقع رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على اتفاقية إنشاء لجنة مشتركة رفيعة المستوى بين السعودية والصين، يتولى البلدان قيادة أعمالها بالتناوب.

تقوم اللجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى، برئاسة ولي العهد عن الجانب السعودي ونائب رئيس مجلس الدولة عن الجانب الصيني، بتوجيه جهود حكومتي البلدين لتعزيز التعاون في الشؤون السياسية والأمنية. فضلا عن تطوير العلاقات بين البلدين في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والثقافة والتكنولوجيا.

ويرتبط طموح المملكة لتعزيز العلاقات الثنائية مع الجانب الصيني بتوجهها الاستراتيجي لتعزيز شراكاتها مع كافة الدول والقوى العالمية المؤثرة والحفاظ على علاقات متوازنة معها بما يخدم أهداف المملكة ويساهم في حماية مصالحها.

وساهمت زيارة ولي العهد إلى بكين عام 2019 في توطيد العلاقات بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، حيث قاد الجانب السعودي أعمال الدورة الثالثة للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى، وناقش الجانبان آفاق العلاقات الثنائية وتم استعراض الشراكة بين الجانبين في إطار رؤية 2030 ومبادرة الحزام، وتم التوقيع على 12 مذكرة واتفاقية بين البلدين.

تولي حكومة المملكة وجمهورية الصين الشعبية أهمية كبيرة لتحسين التنسيق والتكامل بين رؤية 2030 ومبادرة الحزام والطريق، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات ذات الأولوية مثل الاقتصاد والتجارة والنقل والبنية التحتية و الطاقة، بالإضافة إلى المجالات الناشئة مثل تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.

تطور التعاون بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية في المجال السياسي وفي العمل الدولي المشترك، وانعكس ذلك في الدعم الصيني لاتفاق بكين بين المملكة وجمهورية إيران الإسلامية، والذي شهد استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وتم قبولهم وأعيد فتح سفاراتهم وممثلياتهم.

وتطورت العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، حيث أصبحت جمهورية الصين الشعبية من أكبر الدول الاستثمارية في المملكة، حيث بلغت الاستثمارات السعودية في الصين 16.8 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ 1.5 مليار دولار أمريكي في عام 2022، حيث وصلت الاستثمارات السعودية في الصين إلى ريال سعودي. 75 مليار.

تدعم الصين مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها ولي العهد، وترحب بانضمام المملكة إلى مبادرة التنمية العالمية التي اقترحها الرئيس الصيني لتوجيه التنمية العالمية إلى مرحلة جديدة من النمو المتوازن والمنسق والشامل وتسريع تنفيذ جدول الأعمال. 2030 وتحقيق الأهداف التنموية المنشودة.

وسجل التعاون بين البلدين في مجال التعليم تطورا ملحوظا حيث قامت المملكة بدمج اللغة الصينية في مناهجها الدراسية واستقطاب 171 معلما صينيا لتدريس اللغة الصينية في العام الحالي 2024. بالإضافة إلى ذلك، تم إيفاد 100 معلم ومعلمة إلى الصين للحصول على درجة الماجستير في تدريس اللغة الصينية، وتم تحقيق ذلك من خلال تطوير مناهج تعليم اللغة الصينية الحديثة بالتعاون بين فرق بحثية من المركز الوطني للمناهج وخبراء صينيين، الذين متخصصون في إنشاء المناهج.

وسجل التعاون بين البلدين في مجال السياحة تقدما نوعيا بعد الاعتراف بالمملكة كوجهة رسمية للسياح من جمهورية الصين الشعبية في العام الحالي 2024. وجاء ذلك تتويجا لاتفاقيات العمل المشترك واتفاقيات قطاع السياحة الموقعة بين ممثلي البلدين، حيث تهدف المملكة إلى جذب أكثر من 5 ملايين سائح صيني بحلول عام 2030.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 97 مليار دولار في عام 2023، حيث تحقق المملكة تقدماً في الميزان التجاري حيث تصدر إلى جمهورية الصين الشعبية بقيمة 54 مليار دولار وتستورد منها صادرات بقيمة 43 مليار دولار، وجمهورية الصين الشعبية واحتلت الصين المركز الأول في قائمة الشركاء التجاريين للمملكة منذ عام 2014.


شارك