تشريعية النواب: العدالة لا تخضع للأهواء والأجيال القادمة هي الحكم على قانون الإجراءات الجنائية الجديد

منذ 2 شهور
تشريعية النواب: العدالة لا تخضع للأهواء والأجيال القادمة هي الحكم على قانون الإجراءات الجنائية الجديد

أصدرت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، بيانا حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية، قالت فيه: “في إطار جهود مجلس النواب لتطوير القوانين المتوافقة مع المتطلبات الدستورية والتزامات الدولة في هذا المجال”. لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية تنظر في مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجزائية: في خطوة غير مسبوقة لتحسين الحوار المؤسسي بين السلطات، أصدر المستشار د. ودعا حنفي جبالي إلى تشكيل لجنة فرعية تضم نخبة من ممثلي مختلف الأجهزة والهيئات التي تعنى بالقانون والعدالة وحقوق الإنسان. وكانت اللجنة الفرعية التي أعدت مشروع القانون نموذجاً للتنسيق والشمولية، إذ ضمت: أعضاؤها أعضاء لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، بالإضافة إلى ممثلين عن لجنة حقوق الإنسان والدفاع والأمن الوطني، فضلاً عن ممثلين عن عدة هيئات رفيعة المستوى منها: “مجلس الأعيان، مجلس القضاء الأعلى، النيابة العامة، مجلس الدولة”، والمجلس الاستشاري لمجلس الوزراء، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، ونقابة المحامين، أساتذة القانون بكليات الحقوق بالجامعات المصرية، وممثلي وزارات الداخلية والعدل ومجلس النواب.

واستمرت أعمال اللجنة الفرعية على مدار أربعة عشر شهرًا متتاليًا، تمت خلالها مراجعة مواد مشروع القانون المقترح ومقارنتها بالمعايير الدستورية والدولية للتأكد من توافقها مع أحكام الدستور والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها مصر لاحقًا في سلسلة. مناقشات موسعة وسماع وجهات نظر مختلفة من مختلف الأطراف ذات الصلة. الملاءمة: تمكنت اللجنة من الخروج بمشروع قانون متكامل للإجراءات الجزائية يتوافق مع المتطلبات الدستورية ويساهم في تعزيز نظام العدالة الجنائية وضمان حقوق المواطنين. وأشار مجلس الوزراء إلى أن مشروع القانون الجديد يتميز بالاكتمال والمرونة، مما يجعله أداة فعالة لضمان العدالة وحماية الحقوق والحريات، وهو ما أشار إليه عند اعتماد مشروع القانون الجديد كبديل لمشروع القانون السابق المدعوم. خطوة تعكس الرغبة المشتركة للسلطتين التشريعية والتنفيذية في تنفيذ هذا القانون المهم.

وفي هذا السياق قال المستشار د. دعا حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية إلى الاجتماع خلال عطلة البرلمان لاستكمال المناقشات حول مشروع القانون. وشهدت اجتماعات اللجنة حضورا كبيرا من ممثلي الحكومة والنقابة العامة للمحامين المصريين، حيث تم دراسة كل مادة بعناية واستمعت اللجنة إلى كافة الملاحظات والمقترحات سواء من أعضاء اللجنة أو ممثلي الجهات الحكومية. أو مجموعات المصالح.

 

وشددت اللجنة في هذا الصدد على أنها غير مثبتة في مواد المشروع وأنها لا تصم عن أي تعديلات في هذا الشأن، لكنها منفتحة لتلقي أي ملاحظات موضوعية من شأنها تحسين جودة التشريعات وزيادة فعاليته سوف. ومن أبرز الأطراف التي قدمت ملاحظات قيمة خلال المناقشات، مقترحات موضوعية تم أخذ بعضها في الاعتبار لتعزيز ضمانات الدفاع وضمان المحاكمة العادلة، فيما أشارت نقابة الصحفيين إلى ضمانات حرية التعبير والنشر الواردة في مواد مشروع القانون.

ومن المقرر أن تنهي اللجنة أعمالها غدا الأربعاء 11 الشهر الجاري، للتحضير لعرض مشروع القانون على مجلس النواب مع بداية دور الانعقاد الخامس، بما يعكس التزام المجلس بالاستجابة السريعة للتحديات التشريعية والمجتمعية.

ملاحظات موضوعية

في المقابل، وبما أن مجلس النواب أبدى رغبته الجادة في استكمال هذا المشروع، فقد أبدى البعض تعليقات موضوعية على مشروع القانون، وهنا لا بد من التأكيد -مرة أخرى- على أن النقد البناء جزء لا يتجزأ من التشريع. فالموضوعية تقوم على دراسة معمقة وفهم صحيح للنصوص القانونية، ولكن للأسف لم يشرع بعض منتقدي المشروع في الوقوف على نقاطه الموضوعية أو عرضها، بل لجأوا إلى تحويل الخلاف القانوني إلى نزاع سياسي وبذلك يتجاوزون حدود الجدل القانوني لمهاجمة مشروع القانون، والذين أعدوه، رغبة منهم في منع تنفيذ مشروع القانون في الحياة العملية، ومحاولتهم استغلال هذا الانتقادات لمصالح شخصية أو سياسية لم يهتموا بالإشارة إلى عيوب مشروع القانون حتى يتم تصحيحه، لكن همهم لم يكن إقرار القانون، ولتحقيق هدفهم اختاروا الكذب طريقا والتضليل منهجاً. ولا بد من التأكيد على أن تصرفاتهم أسقطت ذريعة الدفاع عن الدستور والقانون وكشفت عن فشلهم في معالجة مشروع القانون تشريعيا، وبالتالي تشويه النقاش بشكل متعمد.

عمل الإنسان

وتؤكد اللجنة أنها لا تدعي الكمال لهذا المشروع، فهو عمل إنساني عملت فيه بمنتهى العناية والدقة، ولكنها عملت بكل ما توافر لديها من علم وتفاني، لا سيما في مجال عمله. الجهد من أجل إقامة العدل وتحقيق الصالح العام الذي يرجو وجه الله عز وجل بعيدا عن أي منفعة مالية أو شخصية، وعلى المعارضين لهذا المشروع وأصحاب النوايا الخبيثة أن يدركوا أن العدالة لا تخضع للأهواء وأن المستقبل وستكون الأجيال هي التي تحكم الحقيقة على ما حققناه. إننا نحافظ على مصلحة الوطن أولا وأخيرا ولن نحيد عن هذا الطريق مهما كانت التحديات.


شارك