الزيتون.. حصاد البركة

منذ 2 شهور
الزيتون.. حصاد البركة

وتشتهر محافظة مطروح وعدد من بلداتها، وخاصة سيوة، بزراعة أشجار الزيتون. ويرجع هذا الانتشار في المدن الصحراوية إلى أن أشجار الزيتون لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، بل يتم ريها موسميا بمياه الأمطار أو المياه الجوفية الموجودة في التربة، لذلك كل المدن الصحراوية داخل… وخارج مصر تشتهر بالزيتون زراعته ليست مكلفة على الإطلاق، ولهذا السبب أغلب بيوت مطروح القديمة توجد بها أشجار زيتون، وفي هذا الوقت من كل عام يبدأ الحصاد، والناس في كل بيت به شجرة يجمعون أو يقطفون زيتونهم ويذهبون إلى وأقرب معصرة زيتون وهي في مطروح منتشرة. اكتملت عملية الكبس ويحتفظ كل منزل بالكمية المناسبة لنفسه. ويوزع بعضها على الجيران والأقارب، وأحياناً يحصل الحاضرون في عملية العصر على زجاجة هدية من صاحب الثمرة.

وفي مطروح وسيوة ومعظم بلدات الصحراء الغربية، تنمو أشجار الزيتون في معظم الشوارع القديمة والأحياء الشعبية في مطروح وبلداتها، حتى يمكن للمرء أن يشم رائحتها من بعيد.

زيت الزيتون ضيف دائم على مائدة الطعام في مطروح.

في هذا الفيديو التحقيقي نلاحظ عملية قطف الزيتون.

يبدأ هذه الأيام موسم قطف الزيتون، وتنتشر أفضل الأصناف منه على نطاق واسع في صحاري مطروح وسيوة، ويتم إنتاج كميات كبيرة وعدة أصناف لإنتاج زيت الزيتون ولتخليل الزيتون لطعام المائدة لإمداد أهالي مطروح وسيوة زمن الخير والبركة.

يعتبر الزيتون المحصول الرئيسي لمحافظة مطروح حيث تزرع أشجار الزيتون على طول الشريط الساحلي في مناطق مختلفة من الإسكندرية شرقا إلى السلوم غربا على مياه الأمطار وفي واحة سيوة على المياه الجوفية المتوفرة بكميات كبيرة.

يحتوي الزيتون وزيوته على قيمة غذائية وعلاجية كبيرة، بالإضافة إلى الزيتون المخلل الذي يستخدم كفاتح للوجبات نظرا لما يحتويه من عناصر غذائية متنوعة.

يستخدم زيت الزيتون في الطعام لاحتوائه على عناصر لها تأثير إيجابي على الجسم والصحة العامة، كما أنه خالي من الدهون والكوليسترول. ينصح الأطباء العديد من المرضى باستخدامه، خاصة المصابين بأمراض القلب والكبد وغيرها. كما يستخدم كمرهم للجسم لعلاج العديد من الحالات الطبية، كما أنه يدخل كزيت للشعر، من بين العديد من الاستخدامات الأخرى.

وتنتشر معاصر الزيتون المدنية في مطروح وسيوة، بالإضافة إلى وحدة التصنيع الزراعي بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، التابعة لمركز بحوث الصحراء، وتستقبل كميات كبيرة من الفاكهة من المزارعين خلال موسم عصر الزيتون. لعصرها واستخراج الزيت لصالح المزارعين والتجار مقابل تكلفة عصرها.

تمر عملية إنتاج زيت الزيتون بعدة مراحل، تبدأ بغسل ثمار الزيتون، ثم المرور عبر الحوض لإزالة مخلفات وأوراق الشجرة قبل سحق الثمار إلى عجينة باستخدام الآلة، تليها المرحلة التي يتم فيها إخراج الزيتون يتم غسل الثمار خطوة التقليب حسب محتوى الزيت في ثمار الزيتون للوصول إلى الخطوة النهائية وهي خطوة الطرد المركزي. إنها الخطوة الأهم في فصل زيت الزيتون عن العصير الذي يأتي من الفاكهة.

وتتميز مطروح بزراعة الزيتون الشملالي الذي يعد من أفضل الأصناف في إنتاج الزيت، حيث يصل إنتاج الطن الواحد من الثمرة إلى نحو 250 كيلو جرامًا من الزيت، تليها إنتاجية زيتون البيكوال والكاروتينا والكاروناكي. ويتراوح إنتاج الطن الواحد منه بين 110 و150 كيلوغراماً من زيت الزيتون. ويتراوح سعر كيلو زيت الزيتون في الأسواق بين 500 و600 جنيه لزيت الزيتون المستخرج من الأشجار، ويتميز زيت زيتون مطروح بقلة الملوحة لأن الأشجار تروى بمياه الأمطار.

يوجد أكثر من 125 صنف من الزيتون، وأشهر الزيتون المخلل هو الزيتون العزيزي الأخضر والأسود والذي يسمى بالزيتون الحامض في سيوة ويتم تسعير الكيلو من الزيتون المخلل، والزيتون التفاحي وهو من الأنواع الجديدة. توجد أصناف في زيتون سيوة كالاماتا أو زيتون الدلسي، ومنها أصناف مختلفة من حيث الحجم واللون. ومن حيث الطعم أو الطعم، يعتبر زيتون كالاماتا اليوناني هو أفضل صنف للتخليل.

يوجد في سيوة مصانع متخصصة لتخليل وتعبئة الزيتون تنتج أصنافًا في عبوات مختلفة وبطرق مختلفة، منها أصناف بدون نواة وأصناف تحشى بالجزر بعد إزالة النوى.

ويوجد أيضًا عدد من معاصر زيت الزيتون في سيوة. يتم بيع منتجات الزيت والزيتون المخلل في الأسواق المحلية وتصديرها إلى العديد من الدول العربية والأجنبية.

ويختلف زيت الزيتون المنتج في سيوة، والتي تُروى أشجارها بمياه الينابيع والآبار الترابية، عن زيت زيتون مطروح الذي يُروى بمياه الأمطار، وغالباً ما يتم تعبئته في عبوات صغيرة بعد عصره وتنقيته في معاصر الزيتون المختلفة. وهذا يدل على أن نسبة زيت سيوة في ازدياد. وتتراوح نسبة الحموضة فيه من 2 إلى 3% مقارنة بزيت مطروح، وذلك بسبب اختلاف مياه الري للأشجار. يعتبر زيت الزيتون المنتج بمطروح أفضل من النسب الأخرى بسبب انخفاض حموضته.


شارك