سنة على معادلة الردع بين إسرائيل وحزب الله.. وعبء الرد الأقصى انتهى
إنها معادلة الردع لا الحرب الشاملة.. هذا ما يمكن تكريسه على مشارف بلوغ «سنة» على معركة «الإسناد» لغزة التي يخوضها حزب الله على الحدود اللبنانية مع إسرائيل.
فبعد الرد الذي قام به الحزب الأحد الماضي ثأرا لقائده فؤاد شكر، وما تلاها من أجواء الترقب أو الانتظار الثقيل على لبنان بفعل السرديات المتضاربة التي تلت الرد والرد المضاد بين الحزب وإسرائيل، إلا أن الجميع تنفس الصعداء.
صحيح أن حزب الله توعد برد مزلزل، لكن وفقاً لقراءة وقائعه (للرد) أو ترجمته على الأرض، تبين أن الحزب قام برد محسوب ومدروس بدقة، لم يعطِ إسرائيل مجدداً أي ذريعة للذهاب إلى الحرب الشاملة، التي تعيش المنطقة مخاطرها كلما ارتفعت أسهمها، واكتفت كما جرت العادة، بالرد على الرد.
الواضح أن انتقام حزب الله أرخى حالة من الرضا من قبل طرفي المواجهة، وهذا ما جعلهما يعلنان تحقيق أهدافهما وإحباطهما لهدف الخصم، أما الحديث عن إبقاء المواجهة العسكرية مفتوحة، فلن يخرج عن مسار الردود منذ أكتوبر 2023 كتكريس لحرب الاستنزاف التي يبدو أنها تحتسب بتسجيل الأهداف ولن يكون فيها حسم أو ربح.
إن رد حزب الله، الأحد الماضي، طوى الجولة الأكثر خطورة أو سخونة كما كان متوقعاً لها، ووفقاً للتسريبات الدبلوماسية التي كُشفت في الساعات القليلة الماضية، عُلم أن الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين كان على اتصال مباشر مع المسؤولين اللبنانيين حينها لضبط أي انفلات ليلة الرد المذكورة.
وعُلم أيضاً أن هوكستين أبلغ الجانب الإسرائيلي في زيارته الأخيرة إلى المنطقة أن العلاقة متينة مع الجيش اللبناني، معيداً التأكيد على الدعم الكامل للجيش اللبناني في الفترة القادمة، على خلفية دوره المتوقع في تطبيق كامل بنود القرار 1701.
وتضيف المصادر تأكيدها أن كلاً من بيروت وتل أبيب تجاوبت مع الدعوة لضبط النفس وأكثر من ذلك حصلت على تجاوب من حزب الله من خلال الحكومة اللبنانية.
عبء الرد الأقصى انتهى، والطرفان لا يحبذان حرباً شاملة، والمهلة الزمنية المتبقية لإنهاء هذه الحرب لن تكون خالية من المخاطر والمفاجآت مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية.